شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب ما يقول الرجل إذا أتى أهله

          ░66▒ بَاب مَا يَقُولُ الرَّجُلُ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ. /
          فيه ابْنُ عَبَّاسٍ: قال النَّبيُّ صلعم: (أَمَا لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ يَقُولُ حِينَ يَأْتِي أَهْلَهُ: بِاسْمِ اللهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْا الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا، ثُمَّ قُدِّرَ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ(1) أَبَدًا). [خ¦5165]
          قال المُهَلَّب: فيه أنَّ الدعاء يصرف البلاء ويعتصم به من نزغات الشيطان وأذاه. قال الطبريُّ: فإذا قال ذلك عند جماع أهله كان قد اتَّبع سنَّة النبيِّ صلعم، ورجونا له دوام الألفة بينهما(2)، وينبغي أن يفعل ذلك عند إتيانه مملوكته مثل الذي ينبغي له فعله عند إتيانه زوجته، إذ يمكن أن يحدث بينهما ولدٌ.
          قال المُهَلَّب(3): واختلف الناس في هذا الضرر المدفوع بهذا الدعاء من الشيطان ما هو؟ فقال قومٌ: إنَّه الطعن الذي يطعن الشيطان المولود عند الولادة الذي عصم منه عيسى ◙ فطعن شيطانه في الحجاب لمَّا استعاذت منه أمُّه. وقيل: الضرر(4) هو ألَّا يصرع ذلك المولود الذي يذكر اسم الله(5) ويستعاذ من الشيطان عند جماع أمِّه، وكلا الوجهين جائزٌ، والله أعلم بالأولى منهما، ولا يجوز أن يكون الضرر الذي يُكفَاه من الشيطان كلَّ ما يجوز أن يكون من الشيطان، فإنَّه لو(6) عُصِم أحدٌ من ضرر الشيطان لعُصِم منه النبيُّ صلعم وقد اعترض عليه في الصلاة والقراءة.


[1] في (ص): ((الشيطان)).
[2] قوله: ((بينهما)) ليس في (ص).
[3] قوله: ((قال المهلب)) ليس في (ص) وبعدها فيها: ((واختلف العلماء)).
[4] قوله: ((الضرر)) ليس في (ص).
[5] زاد في (ص): ((عليه)).
[6] في (ص): ((من الشيان فلو)).