شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب من أحب البناء قبل الغزو

          ░58▒ بَاب مَنْ أَرَادَ(1) الْبِنَاءَ قَبْلَ الْغَزْوِ.
          فيه: أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ النَّبيُّ صلعم: (غَزَا نَبِيٌّ مِنَ الأنْبِيَاءِ، فَقَالَ لِقَوْمِهِ(2): لا يَتْبَعْنِي رَجُلٌ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ، وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بِهَا، وَلَمْ يَبْنِ بِهَا). [خ¦5157]
          قال المُهَلَّب: تمام الحديث: ((أَوْ رجُلٌ بَنَى دَارًا وَلَمْ يَسْكُنْهَا)).
          وفيه من الفقه: وجوب استثبات البصائر في الغزو والحضِّ على جمع الكلمة والنيَّات؛ لأنَّ الكلمة إذا اجتمعت واختلفت النيَّات كان ذريعةً إلى اختلاف ذات البَين، وقد جعل الله الخذلان(3) في الاختلاف، وجعل الاعتصام في الجماعة، فقال: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ}[آل عِمْرَان:103]، فلمَّا كان قلب الرجل معلَّقًا بابتنائه بأهله، أو ببنيانٍ يخشى فساده قبل تمامه ويحبُّ(4) الرجوع إليه ولم يوثق بثباته عند الحرب فقُطِعت الذريعة في ذلك.


[1] في (ص): ((أحب)).
[2] قوله: ((لقومه)) ليس في (ص).
[3] في (ص): ((الإخلال)).
[4] في (ص): ((أو يحب)).