شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب: {قوا أنفسكم وأهليكم نارًا}

          ░81▒ باب قَولِهِ تعالى: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا}[التحريم:6]
          فيه ابْنُ عُمَرَ: قَالَ النَّبيُّ صلعم: (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عن رعيته، وَالإمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْؤُولٌ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ(1) وَهُوَ مَسْؤُولٌ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ على بَيْتِ زَوْجِهَا وَهِيَ مَسْؤُولَةٌ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ على مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْؤُولٌ(2)، أَلا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ). [خ¦5188]
          قال المُهَلَّب: هذا الحديث مفسِّرٌ للآية التي ترجم بها؛ لأنَّه أخبر ◙ أنَ الرجل مسؤولٌ عن أهله، وإذا(3) كان كذلك فواجب عليه أن يعلِّمهم ما يقيهم به النار.
          قال زيد بن أسلم: لمَّا نزلت هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا}[التحريم:6]، قالوا: يا رسول الله، هذا وقينا أنفسنا، فكيف بأهلينا؟ قال: ((تأمرونهم بطاعة الله وتنهونهم(4) عن معاصي الله)).
          وروي ذلك عن عليِّ بن أبي طالبٍ ☺(5).


[1] زاد في (ص): ((على أهله)).
[2] زاد في (ص): ((عنه)).
[3] في (ص): ((إذا)).
[4] في (ص): ((وتنهوهم)).
[5] في (ص): ((وذكر ذلك عن علي)).