شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب البناء في السفر

          ░60▒ بَاب الْبِنَاءِ(1) في السَّفَرِ.
          فيه: أَنَسٌ: أَقَامَ النَّبيُّ صلعم بَيْنَ خَيْبَرَ وَالْمَدِينَةِ(2) ثَلاثًا يَبْنِي عَلَيْهِ بِصَفِيَّةَ(3)، فَدَعَوْتُ الْمُسْلِمِينَ إلى وَلِيمَتِهِ، فَمَا كَانَ فِيهَا مِنْ خُبْزٍ وَلا لَحْمٍ، أَمَرَ بِالأنْطَاعِ، فَأُلْقِي فِيهَا مِنَ التَّمْرِ وَالأقِطِ(4) وَالسَّمْنِ، / فَكَانَتْ وَلِيمَتَهُ.. الحديث(5). [خ¦5159]
          قال المُهَلَّب: فيه من الفقه جواز البناء في السفر كما ترجم.
          وفيه: جواز بقاء المسافرين على العالِم والسلطان اليومين والثلاثة، وليس ذلك من الحابس ظلمًا لهم ولا قطعًا بهم عن سفرهم؛ لأنَّ الثلاثة الأيَّام سفرٌ وما زاد فهو حضرٌ، فإن حبس الرئيس جنده أكثر من ثلاثة في حاجةٍ عرضت له خُشِي عليه الحرج والإثم(6).
          وفيه: أنَّ البقاء مع الثيِّب عند البناء بها ثلاثًا(7) سنَّةٌ مؤكَّدةٌ في السفر والحضر(8) من أجل حبس النبيِّ صلعم الجيش ثلاثة أيَّامٍ ليأتي على الناس علم ذلك.
          وفيه: جواز إبطال الاشتغال(9) لإجابة الدعوة وإقامة سنَّة النكاح؛ لأنَّهم أبطلوا سفرهم لإقامة ابتناء النبيِّ صلعم، وكذلك يلزم أهل المتزوِّج وإخوانه عونه على نكاحه، وإن قطع ذلك بهم عن بعض أشغالهم.
          وفيه الحكم بالدليل(10).


[1] في (ص): ((باب بناء العروس)).
[2] في (ص): ((أقام النبي يوم خيبر بالمدينة)).
[3] زاد في (ص): ((بنت حيي)).
[4] في (ص): ((الأقط والتمر)).
[5] في (ص): ((فَكَانَتْ وَلِيمَتَهُ، فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُسْلِمِيْنَ، أَوْ مِمَّا مَلَكَتْ يَمِينُهُ؟ فَلَمَّا ارْتَحَلَ وَطَّأ لها خَلْفَهُ، وَمَدَّ الْحِجَابَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ النَّاسِ.)).
[6] في (ص): ((الإثم والحرج)).
[7] في (ص): ((ثلاثة)).
[8] في (ص): ((في الحضر والسفر)).
[9] في (ص): ((الأشغال)).
[10] قوله: ((وفيه الحكم بالدليل)) ليس في (ص).