شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب المداراة مع النساء

          ░79▒ بَاب الْمُدَارَاةِ مَعَ النِّسَاءِ.
          وَقَوْلِ النَّبيِّ صلعم: (إِنَّمَا الْمَرْأَةُ كَالضِّلَعِ).
          فيه: أَبُو هُرَيْرَةَ أنَّ النَّبيَّ صلعم قَالَ(1): (الْمَرْأَةُ كَالضِّلَعِ، إِنْ أَقَمْتَهَا كَسَرْتَهَا، وَإِنِ اسْتَمْتَعْتَ بِهَا اسْتَمْتَعْتَ بِهَا، وَفِيهَا(2) عِوَجٌ). [خ¦5184]
          قال المُهَلَّب: المداراة أصلٌ للألفة(3) واستمالة النفوس من أجل ما جبل الله عليه خلقه وطبعهم من اختلاف الأخلاق، وقد قال النَّبيُّ صلعم: ((مداراة الناس صدقةٌ))، وعرَّفنا في هذا الحديث أنَّ سياسة أخلاق(4) النساء بأخذ العفو منهنَّ والصبر على عوجهنَّ، وأنَّ من رام إقامة ميلهنَّ / عن الحقِّ، فأراد تقويمهنَّ عَدِم الانتفاع بهنَّ وصُحبتهنَّ لقوله ◙: (إِنْ أَقَمْتَهَا كَسَرْتَهَا)، ولا غنى بالإنسان عن امرأةٍ يسكن إليها ويستعين بها على معاشه ودنياه، فلذلك قال ◙: الاستمتاع(5) بالمرأة لا يكون إلَّا بالصبر على عوجها.


[1] في (ص): ((أبو هريرة قال النبي ◙)).
[2] في (ص): ((وفيه)).
[3] في (ص): ((الألفة)).
[4] قوله: ((أخلاق)) ليس في (ص).
[5] في (ص): ((إن الاستمتاع)).