شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب[النساء غالبًا ما يفعلن المنهيات المذكورة فيستوجبن النار]

          ░87▒ بَاب
          فيه أُسَامَةُ عَنِ النَّبيِّ صلعم قَالَ: (قُمْتُ على بَابِ الْجَنَّةِ، فَكَانَ عَامَّةَ مَنْ دَخَلَهَا الْمَسَاكِينُ، وَأَصْحَابُ الْجَدِّ مَحْبُوسُونَ، غَيْرَ أَنَّ أَصْحَابَ النَّارِ قَدْ أُمِرَ بِهِمْ إلى النَّارِ، وَقُمْتُ على بَابِ النَّارِ / فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا النِّسَاءُ). [خ¦5196]
          قال المُهَلَّب: فيه من الفقه أنَّ أقرب ما يدخل به الجنَّة التواضع لله ╡، وأنَّ أبعد الأسباب(1) من الجنَّة التكبُّر بالمال وغيره، وإنَّما صار أصحاب الجدِّ محبوسون لمنعهم حقوق الله الواجبة للفقراء في أموالهم، فحبسوا للحساب عمَّا منعوه، فأمَّا من أدَّى حقوق الله في أمواله، فإنَّه لا يحبس عن الجنَّة(2)، إلَّا أنَّهم قليلٌ، إذ أكثر شأن المال تضييع(3) حقوق الله فيه؛ لأنَّه محنةٌ وفتنةٌ، ألا ترى قوله ◙: (فَكَانَ عَامَّةَ مَنْ دَخَلَهَا الْمَسَاكِينُ)، وهذا يدلُّ أنَّ الذين يؤدُّون حقوق المال ويسلمون من فتنتة هم الأقلُّ، وقد احتُجَّ بهذا الحديث في فضل الفقر على الغنى، وسيأتي الكلام في ذلك في كتاب الزهد، إن شاء الله. [خ¦6447]


[1] في (ص): ((الأشياء)).
[2] قوله: ((فأما من أدى حقوق الله في أمواله، فإنه لا يحبس عن الجنة)) زيادة من (ص).
[3] في (ص)المطبوع والتوضيح: ((إذا كثر شأن المال تضيع)) والمثتب ما ترجح لنا من (ز).