الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب من كبر في نواحي الكعبة

          ░54▒ (باب: مَنْ كبَّر في نواحي الكعبة)
          أورد فيه حديث ابن عبَّاس: ((أنَّه صلعم كبَّر في البيت ولم يصلِّ فيه)) واحتجَّ به مع كونه يرى تقديم حديث بلال في إثباته الصَّلاة فيه عليه، ولا معارضة في ذلك بالنِّسبة إلى التَّرجمة لأنَّ ابن عبَّاس أثبت التَّكبير ولم يتعرَّض له بلال، وبلال أثبت الصَّلاة ونفاها ابن عبَّاس، فاحتجَّ المصنِّف بزيادة ابن عبَّاس. انتهى.
          قلت: ولذا لم يذكر في التَّرجمة: (ولم يصلِّ) مع أنَّه موجود في الحديث، والأَوجَهُ عندي في غرض التَّرجمة أنَّهم اختلفوا في الصَّلاة في الكعبة، فمِنْ مثبِتٍ لها وناف لها، ومال المصنِّف إلى الأوَّل، ولذا جزم به في التَّرجمة السَّابقة، وحديث الباب هذا مستدلُّ مَنْ نفاها، ولذا ذكره: بـ(باب: مَنْ كبَّر) كما هو المعروف مِنْ دأبه هذا، وقال ابن عبَّاس: وقد سئل كيف صلَّى(1) في البيت؟ قال: كما تصلِّي في الجنازة تسبِّح وتكبِّر ولا تركع ولا تسجد، ثمَّ عند أركان البيت سبِّح، وكبِّر، وتضرَّع، واستغفر، ولا تركع، ولا تسجد. انتهى مِنَ «الفتح».
          فيحتمل أنَّ المصنِّف أشار إلى هذا.


[1] في (المطبوع): ((أصلي)).