الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب هدم الكعبة

          ░49▒ (باب: هدم الكعبة)
          قال الحافظ: أي: في آخر الزَّمان(1).
          وقال أيضًا تحت حديث الباب: قيل: هذا الحديث يخالف قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا} [العنكبوت:67] ولأنَّ الله تعالى حبس عن مكَّة الفيل، ولم يمكِّن أصحابه مِنْ تخريب الكعبة، ولم تكن إذ ذلك(2) قِبْلة، فكيف يسلِّط عليها الحبشة بعد أن صارت قِبْلة للمسلمين؟ وأجيب بأنَّ ذلك محمول على أنَّه يقع في آخر الزَّمان حيث لا يبقى في الأرض أحد يقول: الله الله، كما ثبت في «صحيح مسلم» وقد وقع قَبْل ذلك فيه مِنَ القتال، وغزو أهل الشَّام في زمن يزيد بن معاوية وغير ذلك مِنَ الوقائع مِنْ أعظمها وقعة القرامطة بعد الثَّلاث مئة فقتلوا مِنَ المسلمين في المطاف مَنْ لا يُحصى كثرةً، وكلُّ ذلك / لا يعارض قوله: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا} [العنكبوت:67] لأنَّ ذلك إنَّما وقع بأيدي المسلمين، وهو مطابق لقوله صلعم: ((وَلَنْ يَسْتَحِلَّ [هذا] الْبَيْتَ إِلَّا أَهْلُهُ)) فوقع ما أخبر به صلعم، وليس في الآية ما يدلُّ على استمرار الأمن المذكور فيها، والله أعلم(3). انتهى.


[1] فتح الباري:3/460
[2] في (المطبوع): ((ذاك)).
[3] فتح الباري:3/461 مختسرا