الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

كتاب التيمم

           ♫ (1)
           ░░7▒▒ كتاب التَّيَمُّم
          <قول الله تعالى: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ} [المائدة:6]> (2).
          التَّيَمُّم: تَفَعُّلٌ مِنَ الأَمِّ، وهو لغةً: مُطْلَق القَصْد، بخلاف الحجِّ، فإنَّه قَصْدٌ إلى مُعظَّمٍ، ولذا اتَّفقت الأئمَّة على وجوب النِّيَّة فيه، لوجود معنى القصد، إلَّا ما حُكِي عن الأوزاعيِّ، ولذا خالف أصْلَيْه(3) الوُضُوءَ والغُسْلَ عندنا.
          قوله: <الآية> كتب الشَّيخ في «اللَّامع»: لا يَحْسُن الجمع بينهما، وإنَّما هما نسختان، فالآية مذكورةٌ بتمامها في بعض النُّسخ، وفي أخرى وقع الاكتفاء بلفظ <الآية> فقط. انتهى بزيادةٍ.
          قال الحافظ: ذِكْر الآية في الكتاب ظاهرٌ، وإن كانت نسخة الحاشية <باب: قوله تعالى:...> إلى آخره ، فهي ترجمةٌ مستقلَّةٌ، والمقصود منها تفسير المُبهم في حديث عائشة أنَّ المراد مِنْ آيةِ التَّيمُّم آيةُ المائدة. انتهى ملخَّصًا.
          قلت: ويُشْكل عليه أنَّه لا يبقى حينئذٍ مناسبة الحديث الثَّاني بالباب، ويُشْكل أيضًا أنَّ المصنِّف ترجم بآية النِّساء في كتاب التَّفسير، وذكر فيه هذا الحديث، اللَّهمَّ إلَّا أن يقال: إنَّ المقصود منه تفسير الصَّعيد الطَّيِّب في الآية، / لكن يشكل عليه أيضًا أنَّه سيأتي مستقلًّا (باب: الصَّعِيد الطَّيِّب) إلَّا أن يقال: إنَّ المقصود هناك مسألةٌ أخرى، وهي أنَّ التَّيمُّم ينوب الوضوء مطلقًا أم لا؟ كما سيأتي، والأوجه مِنَ الكلِّ أنَّ المصنِّف أشار بذلك إلى مبدأ حكم التَّيمُّم، كما هو دأبه في جميع كتابه، ولا يخفى عليك ما في «الأوجز» في حديث عائشة: فأنزل الله آية التَّيمُّم.
          قال ابن العربيِّ: هذه معضلةٌ ما وجدت لدائها مِنْ دواءٍ، لأنَّا لا(4) نعلم أيَّ الآيتين عنت عائشة ╦ ... إلى آخر ما بسط فيه مِنْ أقوال العلماء في تعيين الآية المبهمة في حديث عائشة(5).


[1] قوله: ((بسم الله الرحمن الرحيم)) ليس في (المطبوع).
[2] قوله: ((قول الله تعالى: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ} [المائدة:6])) ليس في (المطبوع).
[3] في (المطبوع): ((أصلية)).
[4] قوله: ((لا)) ليس في (المطبوع).
[5] أنظر فتح الباري1/434