الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

أبواب صلاة الخوف

          ░░12▒▒ (أبواب صلاة الخوف)
          عقبها الجُمُعة لأنَّ كلًّا منها(1) بدل الصَّلاة المكتوبة إلَّا أنَّ التَّغيير في الأوَّل أخف. انتهى مِنَ «الفتح»(2).
          قلت: وهاهنا ثمانية أبحاث لطيفة لا بدَّ لطالب الحديث النَّظر فيها بُسطت في «الأوجز» وأُشير إليها في «هامش اللَّامع».
          [باب: صلاة الخوف]
          (وقول الله ╡: / {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ} الآية [النِّساء:101]).
          وفي «تراجم شيخ المشايخ»: حملت الحنفيَّة هذه الآية على السَّفر، وقيد الخوف عندهم اتِّفاقيٌّ، والشَّافعيُّ ☼ حملها على الظَّاهر، وجرى المؤلِّف على ذلك، وهو الظَّاهر مِنْ سياق كلامه. انتهى.
          قلت: يشكل عليه استدلال الشَّافعيَّة على إباحة القصر دون الوجوب بقوله تعالى: {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ} [النِّساء:101]، فكيف يقال: إنَّهم حملوها على الخوف؟
          وفسَّر الآية صاحب «الجلالين» وغيره مِنَ الشَّافعيَّة بالسَّفر، وبسطه في «التَّفسير الكبير» وذكر في تفسيره ثلاثة أقوال، لكن لم ينسب قول الخوف إلى الشَّافعيَّة، وكذا لم أجد التَّفريق في الشُّروح الثَّلاثة مِنَ «الفتح» والعَينيِّ والقَسْطَلَّانيِّ.
          ثمَّ الظَّاهر عندي أنَّ المصنِّف اختار مِنْ صور صلاة الخوف الصُّورة الَّتِي ذُكرت في حديث ابن عمر حديث الباب، وهذه الصُّورة أقرب إلى قول الحنفيَّة لأنَّهم ذكروا هذا الحديث في مستدلَّاتهم، والله تعالى أعلم.


[1] في (المطبوع): ((منهما)).
[2] فتح الباري:2/429