الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب: ذات عرق لأهل العراق

          ░13▒ (باب: ذات عِرْق لأهل العراق)
          اختلفوا فيمن وقَّت لأهل العراق ميقاتًا.
          ففي «الفيض»: ثمَّ إنَّ تلك المواقيت كلَّها وقَّتها النَّبيُّ صلعم أو لا؟ فقيل: نعم، وقيل: غير ذات عِرْق، فإنَّها وقَّتها عمر والصَّواب هو الأوَّل، نعم اشتُهر بعضها في زمن عمر فنُسبت إليه. انتهى.
          وفي «الأوجز»: قال ابن رشد بعدما حكى الإجماع على المواقيت الأربعة ذي الحُلَيْفَة وجُحْفة وقَرْن ويَلَمْلَم: اختلفوا في ميقات أهل العراق، فقال جمهور الفقهاء: ميقاتهم مِنْ ذات عِرْق، وقالَ الشَّافعيُّ والثَّوريُّ: إن أهلَّوا مِنَ العقيق كان أحبَّ، واختلفوا فيمن وقَّته لهم، فقالت طائفة: عمر [ ☺ ]، وقالت [طائفة]: بل رسول الله صلعم. انتهى.
          قال الحافظ: قال ابن المنذر: لم نجد في ذات عِرْق حديثًا ثابتًا. انتهى.
          لكنَّ الحديث بمجموع الطُّرق يقوى كما ذكرنا، وأمَّا إعلال مَنْ أعلَّه بأنَّ العراق لم تكن فتحت يومئذ، فقالَ ابنُ عبد البرِّ: هي غفلة لأنَّ النَّبيَّ صلعم وقَّت المواقيت لأهل النَّواحي قَبْل الفتوح، لكنَّه عَلِم أن ستُفتح، فلا فرق في ذلك بين الشَّام والعراق(1). انتهى.


[1] فتح الباري:3/390