الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب خروج النبي على طريق الشجرة

          ░15▒ (باب: خروج النَّبيِّ صلعم على طريق الشَّجرة)
          قال عياض: هو موضع معروف على طريق مَنْ أراد الذَّهاب إلى مكَّة مِنَ المدينة، كان النَّبيُّ صلعم يخرج منه إلى ذي الحُلَيْفَة فيبيت بها، وإذا رجع بات بها أيضًا، ودخل على طريق المعرَّس _بفتح الرَّاء المثقَّلة_ وهو مكان معروف أيضًا، وكلٌّ مِنَ الشَّجرة والمعرَّس على ستَّة أميال مِنَ المدينة، لكن المعرَّس أقرب.
          قال ابن بطَّالٍ: كان النَّبيُّ صلعم يفعل ذلك كما يفعل في العيد يذهب مِنْ طريق ويرجع مِنْ أخرى، فقد قال بعضهم: إنَّ نزوله هناك لم يكن(1) [قصدًا] فإنَّما كان اتِّفاقًا، والصَّحيح أنَّه كان قصدًا لئلَّا يدخل المدينة ليلًا، ولمعنى فيه وهو التَّبرُّك به كما سيأتي في الباب الَّذِي بعده(2). انتهى ما قاله الحافظ في «الفتح».
          وفي «الفيض»: اعلم أنَّ الشَّجرة صارت اسمًا بالغلبة لذي الحُلَيْفَة، ويقال لها الآن: بئر عليٍّ، وهذا غير عليِّ بن أبي طالب، ولفظ الرَّاوي يشعر بالتَّغاير بين الشَّجرة وذي الحُلَيْفَة، ثمَّ المعرَّس موضع قريب منها، ولكن لا تتميَّزان لاندراس الرُّسوم والمعالم، والَّذي يُظنُّ أنَّ / أوَّلها ذو الحُلَيْفَة ثمَّ المعرَّس ثمَّ العقيق، وتلك المواضع كلُّها متقاربة، كما ذكره السَّمْهُوديُّ في «الوفاء». انتهى.
          لا(3) يذهب عليك أنَّ الطُّرق المعروفة مِنَ المدينة إلى مكَّة أربعة:
          أحدها: الطَّريق السُّلطانيُّ.
          والثَّاني: الغائر.
          والثَّالث: الفرعيُّ.
          والرَّابع: الشَّرقيُّ.
          والطَّريق السُّلطانيُّ هي طريق الشَّجرة، ولمَّا هاجر صلعم مِنْ مكَّة مرَّ مِنْ طريق الغائر. انتهى مختصرًا مِنْ «جزء حجَّة الوداع».


[1] كذا في الأصل وفي الفتح قوله: لم يكن قصدا وإنما...
[2] فتح الباري:3/391 مختصرا
[3] في (المطبوع): ((ولا)).