الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب الحج على الرحل

          ░3▒ (باب: الحجِّ على الرَّحْل...) إلى آخره
          قال الحافظ: بفتح الرَّاء وسكون المهملة وهو للبعير كالسَّرج للفرس، أشار بهذا إلى أنَّ التَّقَشُّف أفضل مِنَ التَّرَفُّه. انتهى.
          وفي «تراجم شيخ المشايخ»: غرضه إثبات أولويَّة الرُّكوب على الرجل(1) كما كان عادته صلعم، وللرُّكوب سوى هذا الطريق طريقان آخران، وهما معمولان اليوم، وهما: << الشغدف، والشبري >>، فهما أيضًا جائزان، لكنَّ الأولى الرَّحْل. انتهى.
          وقال الدَّرْدِير: (وفضل) مُقَتَّب على ركوب المَحْمَل والمَحَفَّة، وقالَ الدُّسوقيُّ في «شرحه»: قوله: (مُقَتَّب) أي: ركوب على قَتَب، فقد حجَّ ╕ على قَتَب عليه قطيفة، وهي كساء مِنْ شَعَر تساوي أربعة دراهم، والقَتَب: رَحل صغير على قَدْر السَّنام. انتهى.
          قلت: ويمكن أن يقال: إنَّ المصنِّف أشار به إلى ردِّ ما رواه البزَّار: ((حجَّ النَّبيُّ صلعم وأصحابه مشاة مِنَ المدينة إلى مكَّة))... الحديث، فإنَّه منكر ضعيف الإسناد، كما في «جزء حجَّة الوداع» وهي رسالة وجيزة لهذا العبد الضَّعيف في صفة حجَّة النَّبيِّ صلعم مِنْ أوَّل خروجه صلعم مِنَ المدينة المنوَّرة إلى حين رجوعه إليها مع فوائد علميَّة، وأحكام فقهيَّة، وبحوث تاريخيَّة، وتحقيقات حديثيَّة، طبع أوَّلًا في سَنَة تسعين وثلاث مئة بعد ألف مِنَ الهجرة بالمطبعة الهنديَّة، وثانيًا بالحروف الحديديَّة بمطبعة دار العلوم ندوة العلماء لكناؤ، وثالثًا بمطبعة بيروت(2).


[1] في (المطبوع): ((الرحل)).
[2] في (المطبوع): ((ببيروت)).