إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم أحد

          4562- وبه قال (حَدَّثَنَا) ولأبي ذرٍّ: ”حدَّثني“ بالإفراد (إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو يَعْقُوبَ) البغداديُّ الملقب بلؤلؤ، ابن عمِّ(1) أحمد بن مَنِيع قال: (حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ) بضمِّ الحاء وفتح السِّين المهملتين(2)، المرُّوذي(3) المعلِّم نزل بغداد قال: (حَدَّثَنَا شَيْبَانُ) ابن عبد الرَّحمن التَّميميُّ النَّحويُّ (عَنْ قَتَادَةَ) بن دِعَامة أنَّه قال: (حَدَّثَنَا أَنَسٌ) هو ابن(4) مالكٍ ☺ : (أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ) زيد بن سهلٍ الأنصاريَّ (قَالَ: غَشِيَنَا النُّعَاسُ وَنَحْنُ فِي مَصَافِّنَا) بفتح الميم وتشديد الفاء، جمع مصفٍّ، أي: في موقفنا(5) (يَوْمَ أُحُدٍ) أَمَنةً لأهل اليقين، فينامون من غير خوفٍ، جازمين بأنَّ الله سينصر رسوله وينجز له مأموله، وعند ابن أبي حاتمٍ عن عبد الله بن مسعودٍ أنَّه قال: النُّعاس في القتال من الله، وفي الصَّلاة من الشَّيطان (قَالَ: فَجَعَلَ سَيْفِي يَسْقُطُ مِنْ يَدِي وَآخُذُهُ، وَيَسْقُطُ وَآخُذُهُ) زاد البيهقيُّ من طريق يونس بن محمَّدٍ عن شيبان قال: «والطَّائفة الأخرى: المنافقون، ليس لهم همٌّ إلَّا أنفسهم، أجبن قومٍ وأرعبه وأخذله للحقِّ، {يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ}[آل عمران:154] كَذَبةٌ، إنَّما هم أهل شكٍّ وريبٍ في الله ╡» كذا رواه بهذه الزِّيادة، قال ابن كثيرٍ: وكأنَّها من كلام قتادة، وإنَّما لم تنعس(6)‼ الطَّائفة الأخرى؛ لأنَّهم مستغرقون في همِّ أنفسهم، فلا تنزل عليهم السَّكينة؛ لأنَّها واردٌ روحانيٌّ لا يتلوَّث بهم.


[1] في غير (ب) و(س): «عمر» ولعلَّ المثبت هو الصَّواب.
[2] «المهملتين»: مثبتٌ من (د) و(م).
[3] هكذا في (ج): «بالذال».
[4] «ابن»: سقط من (ب).
[5] زيد في (د): «في».
[6] في غير (د) و(م): «يغش».