التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب ذكر النساج

          ░31▒ بَابُ: ذِكْرِ النَّسَّاجِ.
          2093- ذَكر فيه حديثَ سهل بن سعد في قصَّة البُردة، وسَلف في الكفن مِنَ الجنائز فراجعْه [خ¦1277].
          وفيه جواز قَبول الهديَّة مِنَ الضَّعيف إذا كان له مقصِدٌ مِنَ التَّبرُّك وشبهِه، والهبة لما يسأله الإنسان مِنْ ثوب أو غيره. والأَثرة على نفسه وإن كانت به حاجة إلى ذلك الشَّيء، والتَّبرُّك بثوب الإمام والعالم رجاءَ النَّفع به في استشعاره كفنًا وشبه ذلك، وإعداد الكفن.
          و(البُرْدَةُ) كالمئزر، وربَّما كانت مِنْ صوف أو كَتَّان، وربَّما كانت أكبرَ مِنَ المئزر وقدر الرِّداء، قاله الدَّاوُديُّ. وظاهر إيراد الحديث أنَّها الشَّملة، أنَّها الصُّوف لأنَّ الشَّملة كساءٌ يُؤتَزر به، قاله ابن فارس.
          وقوله: (مَنْسُوجٌ فِي حَاشِيَتِهَا) قال الجوهريُّ: حاشية الثَّوب: أحد جوانب الثَّوب. وقال الهَرَويُّ نحوه. وقال القزَّاز: حاشيتاه ناحيتاه النَّاتئ في طرفها الهُدْب.
          وقوله: (فَأَخَذَهَا مُحْتَاجًا إِلَيْهَا، وَلَمَّا طَلَبَها بَعَثَ بِهَا إِلَيْهِ) لأنه _◙_ كان إذا أتاه شيء صرفه للمسلمين.
          وقوله: (إِنَّهَا إِزَارُهُ) يقول: ائتزر بها.
          وقوله: (ثُمَّ رَجَعَ فَطَوَاهَا) يعني: رجع بعد قيامِه مِنْ مجلسه.
          وقوله: (لاَ يَرُدُّ سَائِلًا) أي: فيما يجد وفيما ينبغي أن يجاب سائله.
          وقوله: (لِتَكُونَ كَفَنِي) رجاءَ بركتها لمَّا صارت شعارَه ولَصِقت بجسده. وكذلك قال: ((أَشعِرْنَها إيَّاه)) يعني: حَقْوَه. وسأله عبد الله بن أُبيٍّ في قميصه الَّذي يلي جسدَه ليكفِّن والدَه فيه فأجاب.