إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: لما نسخنا الصحف في المصاحف فقدت آيةً من سورة الأحزاب

          4784- وبه قال: (حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ) الحكمُ بنُ نافعٍ قال: (أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ) هو ابنُ أبي حمزةَ (عَنِ الزُّهْرِيِّ) محمَّدِ بنِ مسلمِ ابن شهابٍ أنَّه (قَالَ: أَخْبَرَنِي(1)) بالإفراد (خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ) الأنصاريُّ (أَنَّ) أباه (زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ قَالَ: لَمَّا نَسَخْنَا الصُّحُفَ) التي كانت عند حفصةَ (فِي المَصَاحِفِ) بأمر عثمانَ ☺ (فَقَدْتُ) بفتح الفاء والقاف (آيَةً مِنْ سُورَةِ الأَحْزَابِ، كُنْتُ أَسْمَعُ) ولأبوي ذرٍّ والوقت(2) عن المُستمليِّ: ”كنتُ كثيرًا أسمع“ (رَسُولَ اللهِ صلعم يَقْرَؤُهَا، لَمْ أَجِدْهَا مَعَ أَحَدٍ إِلَّا مَعَ خُزَيْمَةَ) أي: ابنِ ثابت (الأَنْصَارِيِّ، الَّذِي جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلعم شَهَادَتَهُ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ) خصوصيَّةً له، وهي قولُه تعالى: ({مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ}[الأحزاب:23]) لا يُقال: إنَّ ثبوتَها كان بطريق الآحاد والقرآنُ إنَّما ثبت(3) بالتواتر؛ لأنَّها كانت متواترةً عندَهم؛ ولذا قال: كنت أسمع النبيَّ صلعم يقرؤُها، وقد قال عمر: أشهدُ لقد سمعتُها مِن رسول الله صلعم ، وعن أَبيِّ بن كعب وهلال بن أمية وغيره(4) مثله.
          وهذا الحديث قد سبق في أوائل «الجهاد» في «باب قوله: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ} » [خ¦2807].


[1] في (د): «حدَّثني».
[2] أبو الوقت لا يروي عن المستملي بل عن الداودي عن السرخسي عن الفربري.
[3] في (ص) و(س): «يثبت».
[4] قال الشيخ قطة ☼ : كذا بخطه بالإفراد، وصوابه: «وغيرهما».