إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب قوله:{وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة...}

          ░5▒ (بَابُ قَوْلِهِ) تعالى: ({وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ}): رضا الله ورسوله ({وَالدَّارَ الْآخِرَةَ}) نعيم الجنة ({فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا}[الأحزاب:29])‼ ثوابًا جزيلًا في الجنَّة، تستحقر دونه الدنيا وزينتَها، و«من»: للبيان؛ لأنَّهُنَّ كلَّهن كُنَّ(1) محسناتٍ، وسقط «باب قوله» لغير أبي ذرٍّ.
          (وَقَالَ قَتَادَةُ) فيما وصله ابن أبي حاتم في قوله تعالى: ({وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ}[الأحزاب:34]) هما (القُرْآنُ وَالسُّنَّةُ) لفٌّ ونشرٌ مرتَّب، ولأبوي ذرٍّ والوقت: ”{مِنْ آيَاتِ اللهِ} القرآن {وَالْحِكْمَةِ} السُّنَّة“، قال في «الأنوار»: وهو تذكيرٌ بما أنعم عليهن(2)؛ حيث جعلهنَّ أهلَ بيت النبوَّة ومهبِطَ الوحي، وما شاهدن(3) من بُرحاء الوحي ممَّا يوجب قوَّة الإيمان والحرص على الطاعة، حثًّا على الانتهاء والائتمار فيما كُلِّفن(4).


[1] «كن»: ليس في (د).
[2] في (د): «عليه».
[3] في غير (د) و(س): «شهدن».
[4] في تفسير البيضاوي زيادة: «به» وهو مصدر التعليق.