إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب قوله:{وتخفي في نفسك ما الله مبديه}

          ░6▒ هذا (بَابٌ) بالتنوين يُذْكَر فيه (قَوْلُهُ) ╡ مخاطبًا لنبيِّه صلوات الله وسلامه عليه في قصَّة زينبَ وزيدٍ: ({وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ}) وهو نكاحُ زينبَ إن طلقها زيدٌ، أو إرادة طلاقها، أو إخبار الله إيَّاه أنَّها ستصير زوجتَه، كما أخرجه ابن أبي حاتم من طريق السُّدِّي بلفظ: بلغنا أنَّ هذه الآية نزلت في زينبَ بنتِ جَحْشٍ، وكانت أمُّها أُمَيْمَة بنت عبد المطلب عمَّة رسول الله صلعم ، وكان رسول الله صلعم أراد أن يزوِّجها زيد بن حارثة مولاه، فكرهت ذلك، ثمَّ إنَّها رضيت بما صنع رسول الله صلعم ، فزوَّجها إيَّاه، ثم أعلم اللهُ نبيَّه بعدُ أنَّها من أزواجه، فكان يستحي أن يأمرَه بطلاقها، وعندَه من طريق عليِّ بن زيدٍ، عن عليِّ بن الحسين بن عليٍّ قال: أعلمَ(1) الله نبيَّه أنَّ زينب ستكون مِن أزواجه قبل أن يتزوَّجَها، فلمَّا أتاه زيدٌ يشكوها إليه وقال له‼: «اتق الله، وأمسِكْ عليك زوجك»، قال الله: إنِّي قد أخبرتك أني مزوِّجُكَها {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ} لكن في الثاني عليُّ بن زيدِ بنِ جُدعان، وهو ضعيفٌ ({وَتَخْشَى النَّاسَ}) أي: تعييرَهُم إيَّاك به، والواو عطفٌ على { تَقُولُ} أي: وإذ تجمع بين قولك كذا وإخفاء كذا وخشية الناس ({وَاللهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ}[الأحزاب:37]) وحدَه إن كان فيه ما يخشى، والواو للحال، وسقط قوله: «باب» لغير أبي ذرٍّ.


[1] في (م): «علم».