إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب:{فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلًا}

          ░3▒ هذا (بَابٌ) بالتنوين في قوله تعالى: ({فَمِنْهُم}) أي(1): من الرجال الذين صَدَقُوا ما عاهدوا الله عليه، أي: مِنَ الثبات مع الرسول، والمقاتلةِ لإعلاء الدين ({مَّن قَضَى نَحْبَهُ}) يعني: حمزةَ وأصحابهَ ({وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ}) الشهادةَ، كعثمانَ وطلحةَ ينتظرون أحد أمرين إمَّا الشَّهادة وإمَّا(2) النصر ({وَمَا بَدَّلُوا}) العهد ولا(3) غيَّروه ({تَبْدِيلًا}[الأحزاب:23]) شيئًا، من التبديل، بخلاف المنافقين؛ فإنَّهم قالوا: لا نُوَلِّي الأدبار، وبدَّلوا قولَهم وولَّوا أدبارَهم.
          ({نَحْبَهُ}) أي: (عَهْدَهُ) والمعنى‼: ومنهم مَن فرغ مِن نذره ووَفَى بعهده، فصبر على الجهاد، وقاتل حتى قُتِل، والنحبُ: النذر، فاستُعير للموت؛ لأنه كنذر لازم في رقبة كلِّ حيوان.
          ({ أَقْطَارِهَا}) في قوله تعالى: {وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ أَقْطَارِهَا}[الأحزاب:14] هي (جَوَانِبُهَا).
           {ثُمَّ سُئِلُوا} ({ الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا}) أي: (لَأَعْطَوْهَا) والمعنى: ولو دخل عليهم المدينة أو البيوت من جوانبها ثم سُئِلوا الرِّدَّةَ(4) ومقاتلة المسلمين؛ لَأَعطوها ولم يمتنعوا، وسقط لفظ «باب» لغير أبي ذرٍّ.


[1] «أي»: مثبتٌ من (د).
[2] في غير (د): «أو».
[3] في (ص): «وما».
[4] في (د): «الفتنة».