إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: من حدثك أن محمدًا كتم شيئًا مما أنزل عليه فقد كذب

          4612- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ) الفريابيُّ قال: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ) الثَّوريُّ (عَنْ إِسْمَاعِيلَ) هو ابن أبي خالدٍ البجليُّ الكوفيُّ (عَنِ الشَّعْبِيِّ) عامر بن شراحيل (عَنْ مَسْرُوقٍ) هو ابن الأجدع (عَنْ عَائِشَةَ ♦ ) أنَّها (قَالَتْ: مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ مُحَمَّدًا صلعم كَتَمَ شَيْئًا مِمَّا أُنْزِلَ عَلَيْهِ) بضمِّ الهمزة مبنيًّا للمفعول، ولأبي ذرٍّ عن الكُشْميهَنيِّ: ”ممَّا أنزل الله عليه“ (فَقَدْ كَذَبَ، وَاللهُ يَقُولُ: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ} الاية[المائدة:67]) وسقط لفظ «من ربك» لغير أبي ذرٍّ، وفي «الصَّحيحين» عنها [خ¦7420]: لو كان محمَّدٌ(1) صلعم كاتمًا شيئًا لكتم هذه الآية: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ}[الأحزاب 37] وقد شهدت له أمَّته بإبلاغ الرِّسالة وأداء الأمانة، واستنطقهم بذلك في أعظم المحافل في خطبته(2) يوم حجَّة الوداع، وقد كان هناك من أصحابه نحوٌ من أربعين ألفًا، كما ثبت في «صحيح مسلمٍ».
          وحديث الباب أخرجه المؤلِّف هنا مختصرًا، وفي مواضع أُخَر مطوَّلًا [خ¦4855] [خ¦7531]، ومسلمٌ في «كتاب الإيمان»، والتِّرمذيُّ والنَّسائيُّ في «كتاب التَّفسير» من «سننهما» من طُرقٍ(3) عن الشَّعبيِّ.


[1] في (ص): «رسول الله».
[2] زيد في (م): «في».
[3] في (س) و(ص): «طريق».