إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب قوله:{فلم تجدوا ماءً فتيمموا صعيدًا طيبًا}

          ░3▒ (بابُ قولِهِ) تعالى، وثبت «باب قوله» لأبي ذرٍّ عن المُستملي: ({فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء}) معطوفٌ على ما قبله، والمعنى: أو جاء أحدٌ منكم من الغائط، أو لامستم النِّساء، فطلبتم الماء لتتطهروا به، فلم تجدوه بثمنٍ ولا بغيره ({فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا}) ترابًا ({طَيِّبًا}[المائدة:6]) ولعلَّ ذكر الكلام في التَّيمُّم ثانيًا؛ لتحقيق شموله للجنب والمُحْدِث؛ حيث ذُكِر عقيب(1) {وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ}[المائدة:6] فإنَّه نُقِل عن عمر وابن مسعودٍ عند(2) ذكر الأولى التَّخصيص بالمُحْدِث.
          (تَيَمَّمُوا)(3) أي: (تَعَمَّدُوا) وسقط «تيمَّموا: تعمَّدوا» لغير المُستملي، وقوله تعالى: { وَلاَ} ({آمِّينَ}) {الْبَيْتَ الْحَرَامَ}[المائدة:2] أي: (عَامِدِينَ، أَمَّمْتُ وَتَيَمَّمْتُ: وَاحِدٌ) قاله أبو عبيدة. (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: { لاَمَسْتُمُ}[المائدة:6] وَ{تَمَسُّوهُنُّ}[البقرة:236]) وفي الفرع: ”ولمستموهنَّ“ والأوَّل‼ هو الذي في «أصله» (و{اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ}[النساء:23] والإِفْضَاءُ) الأربعة معناها: (النِّكَاحُ) فالأوَّل: وصله إسماعيل القاضي في «أحكام القرآن» من طريق مجاهدٍ عنه، والثَّاني: وصله ابن المنذر، والثَّالث: ابن أبي حاتمٍ من طريق عليِّ بن أبي طلحة(4) عنه، والرَّابع: ابن أبي حاتمٍ من طريق بكر بن عبد الله المزنيِّ(5) عن ابن عبَّاسٍ.


[1] في (ب): «عقيبه»، وفي (ص): «عقب».
[2] في (ص): «عن».
[3] في (د): «فتيمَّموا».
[4] «ابن أبي طلحة»: ليس في (د).
[5] في (د): «المدني» ولعلَّه تحريفٌ.