إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

بب:{إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم}

          ░8▒ هذا (بَابٌ) بالتَّنوين في قوله تعالى: ({إِذْ}) ظرف لـ «مسكم» أو {أَفَضْتُمْ} ({تَلَقَّوْنَهُ}) أي: الإفكَ ({بِأَلْسِنَتِكُمْ}) قال الكلبيُّ: وذلك أنَّ الرجل منهم يلقى الآخر فيقول: بلغني كذا وكذا، يتلَّقونه تلقِّيًا ({وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم}) في شأن أمِّ المؤمنين ({مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ}) فإن قلتَ: ما معنى قوله: {بِأَفْوَاهِكُم} والقولُ لا يكون إلَّا بالفم؟ أجيب بأنَّ الشيءَ المعلوم يكونُ علمه في القلب فيُترجِمُ عنه اللسان، والإفكُ ليس إلَّا قولًا يجري على ألسنتِكُم مِن غير أن يحصلَ في قلوبِكُم علمٌ به(1) ({وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللهِ عَظِيمٌ})[النور:15] في الوزر، وسقط لأبي ذر «{وَتَحْسَبُونَهُ}...» إلى آخره وقال بعد {عِلْمٌ}: ”الآيةَ“ وسقط «باب» لغير أبي ذرٍّ.


[1] في (ص): «منه».