نجاح القاري لصحيح البخاري

{لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم}

          ░12▒ (باب قَوْلِهِ) ╡ سقط لفظ: <باب قوله> في رواية غير أبي ذرٍّ ({لا تَسْألُوا عَنْ أشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ}) أي: إن تظهر لكم ({تَسُؤْكُمْ}) والجملة الشرطية وما عطف عليها وهو ((وإن تسألوا عنها حين يُنَزَّل القرآنُ تُبْدَ لكم))، ومعنى ((حين يُنَزَّل القرآن)) ما دام النَّبي صلعم في الحياة، فإنَّه قد يؤمر بسبب سؤالكم بتكاليف تسؤكم، وتتعرَّضوا لشديد العقاب في التَّقصير في أدائها.
          قيل: والآية تأديبٌ من الله لعباده المؤمنين، ونهيٌ لهم عن أن يسألوا عن أشياء مما لا فائدة لهم في السُّؤال والتَّنقيب عنها؛ لأنَّها إن أُظهرت تلك الأشياء ربما ساءتهم وشقَّ عليهم سماعها، كما جاء في الحديث أنَّ رسول الله صلعم قال: ((لا يُبلِّغني أحدٌ عن أحدٍ شيئًا، إنِّي أحبُّ أن أخرج إليكم / وأنا سليم الصَّدر)) وقد تعلَّق بهذا النَّهي من كره السُّؤال عمَّا لم يقع، وقد أسنده الدَّارمي في مقدمة كتابه عن جماعةٍ من الصَّحابة والتَّابعين.
          وقال ابن العربي: اعتقد قومٌ من الغافلين منع أسئلة النَّوازل حتَّى تقع تعلُّقًا بهذه الآية وليس كذلك؛ لأنَّها مصرِّحةٌ بأنَّ المنهيَّ عنه ما تقع المساءة في جوابه، وهو كما قال إلَّا أنَّه أساء في قوله: الغافلين على عادته كما نبَّه عليه القُرطبي، وقد روى مسلمٌ عن سعد بن أبي وقَّاص ☺ رفعه: ((أعظم المسلمين في المسلمين جرمًا من سأل عن شيءٍ لم يُحرَّم فحُرِّم من أجل مسألته)).
          وهذا يبيِّن المراد من الآية، وليس ممَّا أشار إليه ابن العربي في شيءٍ.