نجاح القاري لصحيح البخاري

كتاب الوصايا

          ░░55▒▒ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، كِتَابُ الْوَصَايَا) (1) كذا في رواية النَّسفيِّ، وفي بعض الأصولِ وقعت البسملة بعد قوله: كتاب الوصَايا، وفي بعضها: <كتاب الوصايا وقول النَّبيِّ صلعم ...إلى آخره>.
          والوصَايا: جمع وصيَّةٍ كالهدايا جمع هديَّةٍ، وتطلق على فعل الموصي وعلى ما يُوصى به من مالٍ أو غيره من عهدٍ ونحوه، يقال: أوصى يوصي إيصاءً ووصيَّةً، ووصَّى يوصِّي توصيةً، وأوصى لفلانٍ بكذا؛ أي: جعل له من ماله ذلك، وذلك موصى له.
          والوَصايةُ: بفتح الواو، بمعنى الوصيَّة، وبكسرها مصدرٌ، وأوصى إلى فلانٍ بكذا؛ أي: جعله وصيًّا، وذلك موصى إليه.
          وهي في الشَّرع: تمليكٌ مضاف إلى ما بعد الموتِ، وقد يصحبه التَّبرُّع. وقال الأزهريُّ: الوصيَّة، من وَصَيْتُ الشَّيء بالتَّخفيف أَصِيْهِ، إذا وصلته، وسمِّيت وصيَّةً؛ لأنَّ الميِّت يصل بها ما كان في حياته بما بعد مماتهِ، ويقال: وَصِيَّتهُ، بالتشديد، وَوَصَاةٌ، بالتخفيف بغير همز، ويطلق شرعاً أيضاً على ما يقع به الزَّجر عن المنهيات والحث على المأمورات.


[1] قد بدئ في هذه القطعة الثالثة عشر من شرح صحيح الإمام البخاري ☼ في الليلة السابعة عشر من ليالي شهر رمضان المبارك المنسلك في سلك شهور سنة أربعين ومائة وألف، يسر الله تعالى إتمامها وإتمام ما يتلوها إلى آخر الكتاب، بحرمة نبينا وسندنا محمد ╕، وبحرمة الآل والأصحاب رضوان الله عليهم أجمعين.