نجاح القاري لصحيح البخاري

الزمر

          ░░░39▒▒▒ (سُورَةُ الزُّمَرِ) قال أبو العبَّاس: هي مكيَّة إلا آيتان مدنيَّتان {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا} [الزمر:53] الآية، نزلت في وحشيِّ بن حرب {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الزمر:67]، وقال السَّخاوي: نزلت بعد سورة سبأ وقبل سورة المؤمن، وهي أربعة آلاف وسبعمائة وثمانية أحرف، وألف ومائة واثنتان وسبعون كلمة، وخمس وسبعون آية (╖) لم تثبت البسملة إلا في رواية أبي ذرٍّ. (وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ}: يُجَرُّ عَلَى وَجْهِهِ فِي النَّارِ، وَهْوَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي } [فصلت:40]) وصله الفريابي من طريق ابن أبي نَجيح عن مجاهد بلفظ: قال: هي مثل قوله: {أَفَمَنْ يُلْقَى في النَّار}... إلى آخره، وقوله تعالى: {أَفَمَنْ يَتَّقِي} [الزمر:24] يُقال: اتَّقاه بدرقته: استقبله بها، فوقى بها نفسه، واتَّقاه بيده، وتقديره: أفمن يتَّقي بوجهِهِ سوءَ العذابِ كمن أمن العذاب، فحذف الخبر و{سُوءَ الْعَذَابِ} شدَّته. وعن مجاهد: يُجرُّ على وجهه في النَّار، وعن عطاء: يُرمى به في النَّار منكوسًا فأوَّل شيءٍ يمسه النَّار منه وجهه. وذكر الطَّبري أنَّه روي عن ابن عبَّاس ☻ بإسنادٍ ضعيف قال: يُنْطلقُ به إلى النَّار مكتوفًا، ثمَّ يُرمى به فيها فأوَّل ما يمسُّ وجهه النَّار؛ يعني: أنَّه يُلقى في النَّار مغلولة يداهُ إلى عنقه، فلا يتهيَّأ له أن يتَّقي النَّار إلَّا بوجهه الذي كان يتَّقي المخاوف بغيره، وأشار بقوله وهو قوله: {أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ}إلى آخره أن قوله: {أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ} [الزمر:24] [يجر على وجهه في النار، مثل قوله ((أفمن يلقى في النار)) إلى آخره، ووجه التشبيه بيان حاله في أن ثم محذوفاً تقديره: أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب] كمن أمن العذاب. كما ذكرناه، وقال عبد الرَّزَّاق: أنا ابن عيينة عن بشير بن تميم قال: نزلت في أبي جهل وعمَّار بن ياسر {أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ} أبو جهل {خير أَمْ مَنْ يَأْتِي } عمَّار. ثمَّ إن قوله: ((يجر)) بالجيم عند الأكثرين، / وفي رواية الأصيلي وحده بالخاء المعجمة.
          ({غَيْرَ ذِي عِوَجٍ}) أشار به إلى قوله تعالى: {قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [الزمر:28] وفسَّر العوج بقوله: (لَبْسٍ) بالموحدة، وهو الالتباس، وصله الفريابي والطَّبري؛ أي: ليس فيه لَبْس، وهو تفسير باللَّازم لأنَّ الذي فيه ليس يستلزمُ العوج في المعنى، وأخرج ابنُ مَرْدويه من وجهين ضعيفين عن ابن عبَّاس ☻ في قوله: {غَيْرَ ذِي عِوَجٍ} قال: ليس بمخلوق.
          ({وَرَجُلًا سَلَمًا}) بفتح اللام من غير ألف، وفي الشَّواذ بكسرها، وهما مصدران وُصِف بهما على سبيلِ المبالغة، أو على أنَّه واقعٌ موقع اسم الفاعل، وهو أولى ليوافق الرِّواية الأخرى، وعليه كلام أبي عبيدة الآتي فيما بعدُ، وفي رواية أبي ذرٍّ وابن عساكرَ: <({سالِمًا})> بكسرها مع الألف، وهي قراءة ابن كثير وأبي عَمرو اسم فاعل من الثُّلاثي.
          ({لِرَجُلٍ}: صَالحًا) كذا في رواية أبي ذرٍّ عن الحمويي والمستملي، وفي رواية الكُشميهني: <خالصًا> بدل <صالحًا>، وسقطت في رواية النَّسفي هذه اللَّفظة، وأشار به إلى قوله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا} [الزمر:29] وزاد غير أبي ذرٍّ (مَثَلٌ لآلِهَتِهِمِ) بمد الهمزة (الْبَاطِلِ، وَالإِلَهِ الْحَقِّ) وقد وصله الفريابي من طريق ابن أبي نَجيح عن مجاهد ولفظه في قوله: ((ورجلًا سالمًا لرجل))، قال: مَثَل آلهة الباطل ومثل الإله الحقِّ، وقوله: «مثل» خبر مبتدأ محذوف؛ أي: هذا مثل، والمعنى: هل تستوي صفاتهما، وقال الثَّعلبي: هذا مثلٌ ضربَه الله للكافر الذي يعبدُ آلهة شتَّى، والمؤمن الذي لا يعبدُ إلَّا الله ╡.
          ({وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ} بِالأَوْثَانِ) ويُروى: <الأوثان> والأولى أولى أشار به إلى قوله تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ} [الزمر:36] أي: يخوفك المشركون بمضرَّة الأوثان، وقد وصله الفريابي عن مجاهد، وقال عبد الرَّزَّاق عن مَعمر قال لي رجل: قالوا للنَّبي صلعم : لَتَكُفَنَّ عن شتم آلهتنا أو لنأمرنَّها فَلَتُخْبِلنَّك، فنزلت: {وَيُخَوِّفُونَكَ} الآية، وقد سقط هذا في رواية أبي ذرٍّ. (خَوَّلْنَا: أَعْطَيْنَا) أشار به إلى قوله تعالى: {ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا} [الزمر:49] وفسَّره بقوله: «أعطينا»، وصله الفريابيُّ من طريق ابن أبي نَجيح عن مجاهد بلفظ: وإذا خوَّلناه، قال: أعطيناه، وقال أبو عبيدة: كلُّ مال أعطيته فقد خوَّلته.
          ({وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ} الْقُرْآنِ) / بالجرِّ على البدلية، وفي نسخة بالرفع بتقدير: هو ({وَصَدَّقَ بِهِ} الْمُؤْمِنُ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) حال كونه (يَقُولُ: هَذَا الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، عَمِلْتُ بِمَا فِيهِ) وقوله: «يقول... إلى آخره» زاده النَّسفي، أشار به إلى قوله تعالى: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [الزمر:33] وفسَّر: {بالصِّدْقِ} بالقرآن، والذي جاء به المؤمن.
          قال عبد الرَّزَّاق عن ابن عُيينة عن منصور: قلت لمجاهد: يا أبا الحجَّاج، {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ} قال: هم الذين يأتون بالقرآن فيقولون: هذا الذي أعطيتمونا قد عملنا بما فيه. ووصله ابنُ المبارك في «الزُّهد» عن مِسْعر، عن منصور، عن مجاهد في قوله ╡: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ} [الزمر:33] قال: هم الذين يجيئون بالقرآنِ قد اتَّبعوه، أو قال: اتَّبعوا ما فيه، وأمَّا قتادة فقال: الذي جاء بالصِّدق النَّبي صلعم ، والذي صدَّق به المؤمنون. أخرجه عبد الرَّزَّاق عن مَعمر عنه، وكذا روي عن مقاتل، وروى الطَّبري من طريق عليِّ بن أبي طلحة، عن ابن عبَّاس ☻ : الذي جاء بالصِّدق رسول الله صلعم جاء بلا إله إلا الله، وصدَّق به هو أيضًا رسول الله صلعم بلغه إلى الخلق.
          ومن طريق السُّدي: الذي جاء بالصِّدق جبريل ◙، والصِّدق القرآن والذي صدَّق به محمَّد صلعم تلقَّاه بالقبول. ومن طريق أسيد بن صفوان عن عليِّ بن أبي طالب ☺: الذي جاء بالصِّدق محمَّد صلعم ، والذي صدَّق به أبو بكر ☺، وكذا روي عن أبي العالية والكلبي، وعن عطاء: والذي جاء بالصِّدق الأنبياء ‰، وصدَّق به الأتباع. وقوله: {والذي جاء بالصِّدق} لفظه مفرد، ومعناه جمع؛ لأنَّه أريد به الجنس، فيتناول الأنبياء والمؤمنين؛ لقوله: {أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} أو الذي صفة لموصوف محذوف؛ أي: والفريق أو الفوج الذي، ولذا قال: {أُولَئِكَ}، ورُجِّح الوجه الأوَّل الذي أشار إليه البخاري بأنَّ ما عداه يقتضِي إضمار الذي وهو غيرُ جائز فافهم.
          (وَقَالَ غَيْرُهُ) أي: غير مجاهد، وقد سقط لفظ: <وقال غيره> في رواية غير أبي ذرٍّ فصار كأنَّه من بقايا كلام مجاهد، وفي رواية النَّسفي: و<قال> بغير ذكر الفاعل، والصَّواب ما عندَ الأكثر، وهو كلام أبي عبيدة كما سيجيء، وقد روي أيضًا عن عبد الرَّحمن بن زيد بن أسلم، رواه الطَّبري عن يونس، عن ابنِ وهب عنه ({مُتَشَاكِسُونَ} الرَّجُلُ الشَّكِسُ) بكسر الكاف، هو (الْعَسِرُ لاَ يَرْضَى بِالإِنْصَافِ) / أشار به إلى قوله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ} [الزمر:29] أي: مختلفون مُتنازعون مُتشاحون سيئة أخلاقهم كلٌّ يدَّعي أنَّه عَبْده فهم يتجاذبونَه في حوائجهم وهو متحيِّر في أمره، كلمَّا أرضى أحدهم غضبَ الباقون، وإذا احتاجَ إليهم ردَّه كلُّ واحد منهم إلى الآخر، فهو في عذابٍ دائم، ورجلًا سالمًا لرجلٍ واحدٍ لا يملكه غيره فهو يخدمُه على سبيل الإخلاص، وسيده يعينه على مهمَّاته وحوائجه.
          وقوله: «الشَّكِس»: أشار به إلى أنَّه من مادة متشاكسون غير أنَّ المذكور في القرآن من باب التفاعل للمشاركة بين القوم، والشَّكِس مفرد صفة مشبَّهة، وفي «الباهر»: رجل شَكْس _بالفتح والتسكين_: صعب الخلق، وقوم شُكس _بالضم_ مثال رجل صدق، وقيل: الشِّكْس _بالكسر والإسكان_، والشَّكِس _بالفتح والكسر_: السيءُ الخلق، قال الكسائيُّ: يُقال: شَكَس يَشْكس شُكُوسًا: إذا عسر، وهو رجلٌ شكس؛ أي: عسر، وشاكس: إذا تعاسر، انتهى. ويُقال في المصدر: شكاسة أيضًا، والعسر مثل الحذر صفة مشبَّهة، ويُروى: <العسير> على وزن فعيل.
          ({وَرَجُلًا سِلْمًا}: وَيُقَالُ: ((سَالِمًا)): صَالِحًا) كذا أثبته هنا في الفرع كأصله، وليس بمذكور في غالب النسخ؛ لأنَّه كالمكرر لذكره عن قريب، ولكن يُمكن أن يُقال: إنَّه أشارَ به إلى أن سين ((سلمًا)) جاء فيه الفتح والكسر، فيكون أحدهما إشارة إلى الفتح، والآخر إلى الكسر، وقال الزَّجَّاج: سَلمًا وسِلمًا مصدران وصف بهما على معنى ورجلًا ذا سلم، وقال أبو عبيدة في قوله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ} [الزمر:29] هو الرَّجل الشَّكس، ورجلًا سالمًا لرجل سالم وسَلَم واحد، وهو من الصُّلح.
          ({اشْمَأَزَّتْ} نَفَرَتْ) أشار به إلى قوله تعالى: {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ} [الزمر:45] وفسَّره بقوله: «نفرت» قال أبو عبيدة في قوله: {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} تقول العرب: اشمأزَّ قلبي عن فلان؛ أي: نفر.
          وروى الطَّبري من طريق السُّدي قال: اشمأزَّت؛ أي: نفرتْ، ومن طريق مجاهد: انقبضتْ، وعن قتادة؛ أي: كفرتْ قلوبهم واستكبرتْ، وقال أبو زيد: الاشمئزاز: الذُّعر، ووزنه افعلل كاقشعر، ويقابلُ الاستبشار إذ كل واحد منهما غاية في بابه؛ لأنَّ الاستبشار أن يمتلئَ قلبه سرورًا حتَّى يظهرَ ذلك السُّرور في أسرة وجهه ويتهلَّل، والاشمئزاز: أن يمتلئ تخبطًا وغمًّا حتَّى يظهرَ الانقباضُ في أديم وجهه.
          ({بِمَفَازَتِهِمْ} مِنَ الْفَوْزِ) أشار به إلى / قوله تعالى: {وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ} [الزمر:61] أي: بنجاتهم، وهو من الفوز، وروى الطَّبري من طريق السُّدي قال: {وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ} أي: بفضائلهم، والمعنى أنَّه تعالى ينجِّيهم بفوزهم من النَّار بأعمالهم الحسنة، وقرأ حمزة والكسائي وشعبة: ((بمفازتهم)) بالجمع لأنَّ النَّجاة أنواع، والمصادر إذا اختلفت أنواعها جُمعت.
          ({حَافِّينَ}: أَطَافُوا بِهِ) حالَ كونهم (مُطِيفِينَ) أي: دائرين من الإطافة، وهي الدَّوران حول الشَّيء (بِحِفَافَيْهِ) بكسر الحاء المهملة في الفرع كأصله، وقال العيني والحافظُ العسقلاني والبرماوي والكرماني أيضًا بكسرها وفاءين الأولى مخففة بينهما ألف، تثنية حفاف وهو الجانب، وفي النَّاصرية بفتح الحاء (بِجَوَانِبِهِ) أشار به إلى أنَّ التثنية في معنى الجمع مثل حوالينا، وهو أيضًا مثل التَّفسير لما قبله، وفي رواية المستملي: <بجانبيه>، وفي رواية النَّسفي: <بحافته بجوانبه>.
          قال الحافظُ العسقلاني: والصَّواب رواية الأكثر، وهذا كلام أبي عبيدة في قوله تعالى: {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ} [الزمر:75] أطافوا به، وقد سقط لفظ: <بجوانبه> في رواية أبي ذرٍّ، وقال اللَّيث: حفَّ القوم بسيِّدهم يحفون حفًا: إذا أطافوا به.
          ({مُتَشَابِهًا} لَيْسَ مِنَ الاِشْتِبَاهِ، وَلَكِنْ يُشْبِهُ بَعْضُهُ بَعْضًا فِي التَّصْدِيقِ) أشار به إلى قوله تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا} [الزمر:23] وأشار إلى أنَّ معنى متشابهًا ليس من الاشتباه الذي بمعنى الالتباس والاختلاط، ولكن معناه أنَّه يشبه بعضُه بعضًا في التَّصديق؛ لأنَّ القرآن يُفسِّر بعضه بعضًا، قال أبو عبيدة في قوله تعالى: {مُتَشَابِهًا} يُصدِّق بعضُه بعضًا، وروى الطَّبري من طريق السُّدي في قوله: {كِتَابًا مُتَشَابِهًا} قال: يُشبه بعضُه بعضًا، ويدل بعضُه على بعض.
          ومن طريق سعيد بن جُبير نحوه، وقيل: في معنى التَّصديق في تصديقِ الرَّسول صلعم في رسالته بسببِ إعجازه، وكذا رواه ابنُ جرير، عن ابن حميد، عن جرير، عن يعقوب، عن جعفر، عن سعيد بن جُبير، وقوله: ((مثاني)) يجوز أن يكون بيانًا؛ لقوله: {مُتَشَابِهًا} لأنَّ القصص المكرَّرة / تكون متشابهة، والمثاني جمع: مثنى بمعنى مكرَّر لما أُعيد فيه من قصصٍ وغيرها.