نجاح القاري لصحيح البخاري

{ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا }

          ░11▒ (باب) وليس في بعض النسخ لفظ: <باب> ({لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ}) أي: إثمٌ ({فِيمَا طَعِمُوا}) يُقال: طعمت الطَّعام والشَّراب، والمراد: ما لم يحرم عليهم لقوله تعالى: {إِذَا مَا اتَّقَوْا} أي: اتَّقوا المحرم والمعاصي والشِّرك (إِلَى قَوْلِهِ: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}) يريد قوله تعالى: {إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآَمَنُوا} قيل: بالله ورسوله، وقيل: بتحريم الخمر {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} يعني: أقاموا على الفرائض {ثُمَّ اتَّقَوْا} أي: اجتنبوا العود إلى الخمر بعد التَّحريم، وقيل: ظلم العباد {وَآَمَنُوا} بجميع ما يجبُ به الإيمان {ثُمَّ اتَّقَوْا} أي: الشُّبهات، وقيل: جميع المحارم {وَأَحْسَنُوا} أي: العمل، وسقط في رواية أبي ذرٍّ قوله: <إلى قوله: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}> وقال بعد قوله: {فِيمَا طَعِمُوا}: <الآية>.
          قال أحمد بن حنبل: حدثنا أسود بن عامر: أنبأنا إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عبَّاس ☻ قال: لمَّا حُرِّمت الخمر قال أناسٌ: يا رسول الله، / أصحابنا الَّذين ماتوا وهم يشربونها، فأنزل الله ╡: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة:93] قال: ولمَّا حُوِّلت القبلة قال أناسٌ: يا رسول الله أصحابنا الَّذين ماتوا وهم يصلُّون إلى بيت المقدس، فأنزل الله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة:143].