نجاح القاري لصحيح البخاري

{سبح اسم ربك}

          ░░░87▒▒▒ (سُوْرَةُ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى}) ويُقال لها: سورة الأعلى، وأخرج سعيد بنُ منصور بإسنادٍ صحيحٍ عن سعيد بن جُبير سمعت ابن عمر ☻ يقرأ: (▬سبحان ربِّي الأعلى الذي خلق فسوَّى↨)، وهي قراءة أبي بن كعب، وهي مكيَّةٌ، وهي مائتان وأربعة وثمانون حرفًا، واثنتان وسبعون كلمة، وتسع عشرة آية.
          وعن ابن عبَّاس ☻ : أنَّ النَّبي صلعم قرأ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} [الأعلى:1] / فقال: سبحان ربي الأعلى، وكذلك يُروى عن عليٍّ وأبي موسى وابن عمر وابن عبَّاس وابن الزُّبير ♥ أنَّهم كانوا يفعلون ذلك، ومعنى {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ} نزِّه ربَّك الأعلى عمَّا يصفه الملحدون، فالاسم صلةٌ، وبه يحتجُّ من يجعل الاسم والمسمَّى واحدًا؛ لأنَّ أحدًا لا يقول: سبحان اسم الله؛ بل سبحان الله.
          وقال قومٌ: أي: نزِّه تسمية ربِّك بأن تذكرهُ وأنت معظِّمٌ له ولذكره محترمٌ، فجعلوا الاسم بمعنى التَّسمية، فكما أنَّه يجبُ تنزيه ذاته وصفاته [عن النقائص] (1)، كذلك يجب تنزيه الألفاظ الموضوعة لها عن سوء الأدب.
          (وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {قَدَّرَ فَهَدَى}: قَدَّرَ لِلإِنْسَانِ الشَّقَاءَ وَالسَّعَادَةَ، وَهَدَى الأَنْعَامَ لِمَرَاتِعِهَا) ثبت هذا للنَّسفي وحدَه، والمعنى ظاهرٌ، وقد وصله الطَّبري من طريق مجاهد.
          (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ) ☻ ({غُثَاءً أَحْوَى} هَشِيْمًا مُتَغَيِّرًا) ثبت هذا أيضًا في رواية النَّسفي وحدَه، ويُقال: غثاء باليًا أحوى؛ أي: اسودَّ: إذا هاجَ وعتق.


[1] من القسطلاني.