نجاح القاري لصحيح البخاري

{والليل إذا يغشى}

          ░░░92▒▒▒ (سُوْرَةُ {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى}) وهي مكيَّةٌ في رواية قتادة والشَّعبي والكلبي وسفيان، وعن ابن عبَّاس ☻ أنَّها نزلت في أبي بكرٍ الصِّدِّيق ☺ حين أعتقَ بلالًا ☺ وفي أبي سفيان. وقال عكرمة وعبد الرَّحمن بن زيد: مدنيَّةٌ نزلت في أبي الدَّحداح رجلٌ من الأنصار، وأم سَمُرة في قصَّةٍ لهما طويلة، وهي ثلاثمائة وعشرة أحرف، وإحدى وسبعون كلمة، وإحدى وعشرون آية، وقوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} [الليل:1] أي: يغشى بظلمته النَّهار، ولم يذكر مفعوله للعلم به. وقال الزَّجَّاج: يغشى الأفق وما بين السَّماء والأرض.
          (╖) ثبتت البسملة في رواية أبي ذرٍّ وحده.
          (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ) ☻ ({وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى} بِالْخَلَفِ) كذا في رواية أبي ذرٍّ، وفي رواية غيره سقط لفظ: <{وَكَذَّبَ}> أي: قال ابن عبَّاس ☻ في قوله تعالى: {وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى} [الليل:9] أي: بالخَلَف؛ أي: لم يوقن بأنَّ الله تعالى سيخلف [عليه] ما أنفقه في طاعةٍ، وصله ابنُ أبي حاتم من طريق حصينٍ عن عكرمة عنه وإسناده صحيحٌ، وعن مجاهد: وكذَّب بالجنَّة.
          وعن ابن عبَّاسٍ ☻ أيضًا: بلا إله إلا الله، والأوَّل أشبه؛ لأنَّ الله تعالى وعدَ بالخلف للمعطِي قال تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} [سبأ:39].
          (وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {تَرَدَّى} مَاتَ. وَ{تَلَظَّى} تَوَهَّجُ) أي: قال مجاهدٌ في قوله ╡: {وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى} [الليل:11] أي: إذا مات، وفي قوله تعالى: {نَارًاتَلَظَّى} [الليل:14] / أي: توهَّجُ، وتوقد، وهو: بضم الجيم؛ لأنَّ أصله تتوهَّج، فحذفت إحدى التاءين، كما في تلظَّى، وصله الفريابي عن مجاهد، وعن قتادة وأبي صالح في قوله: {إِذَا تَرَدَّى} أي: إذا هوى في جهنَّم، نزلت في أبي سفيان بن حرب.
          (وَقَرَأَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ) بضم عينهما مصغَّرين (▬تَتَلَظَّى↨) بتاءين على الأصل، وصله سعيد بنُ منصور عن ابن عيينة وداود العطار كلاهما عن عَمرو بن دينار عن عبيد بن عُمير أنَّه قرأ: (▬نارًا تَتَلَظَّى↨) بتاءين. وقيل: إنَّ عبيد بن عُمير قرأها بالإدغام في الوصل لا في الابتداء، وهي رواية البزيِّ عن ابن كثيرٍ.