نجاح القاري لصحيح البخاري

كتاب الأحكام

          ░░93▒▒ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ، كِتابُ الْأَحْكامِ) وهو جمع حُكم، وهو: إسناد أمرٍ إلى آخر إثباتاً أو نفياً، وعند الأصوليين خطاب الله تعالى؛ أي: كلامه النَّفسي الأزلي المتعلِّق بأفعال المكلَّفين بالاقتضاء أو التَّخيير، وهم البالغون العاقلون من حيث إنَّهم مكلَّفون، وخرج بفعل المكلَّفين خطاب الله المتعلِّق بذاتهِ وصفاته، وذوات المكلَّفين والجمادات كمدلول (الله لا إله إلَّا هو خالقٌ كلِّ شيءٍ)، (ولقد خلقناكم).
          ولا يتعلَّق الخطاب بفعل كلِّ بالغٍ عاقلٍ؛ لامتناع تكليفِ الغافل والملجأ والمكره، وإذا تقرَّر أن الحكم خطاب الله فلا حكم إلَّا لله، خلافاً للمعتزلة القائلين بتحكيم العقل، ومادَّة الحكم من الإحكام، وهو الإتقانُ للشَّيء ومنعه من العيب.
          والمراد بيان آدابه وشروطه ويتناولُ الحاكم الخليفة والقاضي فذكر ما يتعلَّق بكلٍّ منهما.