نجاح القاري لصحيح البخاري

{والضحى}

          ░░░93▒▒▒ (سُوْرَةُ {وَالضُّحَى}) وهي مكيَّةٌ، وهي مائتان واثنان وسبعون حرفًا، وأربعون كلمة، وإحدى عشرة آية، والضُّحى؛ يعني: النَّهار كله، قاله الثَّعلبي. وعن قتادة ومقاتل: يعني: وقت الضُّحى، وهي السَّاعة التي فيها ارتفاع الشَّمس، واعتدال النَّهار من الحرِّ والبرد في الشِّتاء والصَّيف، وهو قسم تقديره: ورب الضُّحى، كذا قال العيني، فليتأمَّل.
          (╖) لم تثبت البسملة إلَّا في رواية أبي ذرٍّ.
          (وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {إِذَا سَجَى} اسْتَوَى) وفي رواية أبي ذرٍّ: <إذا سجا> بالألف على مقتضى القانون الصَّرفي؛ أي: قال مجاهد في قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى} [الضحى:2] معناه: استوى، وصله الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد (وَقَالَ غَيْرُهُ) أي: غير مجاهدٍ (أَظْلَمَ) وفي رواية أبي ذرٍّ: <سجا أظلم> قاله الفرَّاء، ولفظه {وَالضُّحَى. وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى} [الضحى:1-2] {الضُّحَى}: النَّهار كلُّه، {وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى} إذا أظلم وركد في طولهِ، تقول: بحرٌ ساج: إذا سكن، وهو منقولٌ عن ابن عبَّاس ☻ . وقال ابنُ الأعرابي: اشتدَّ ظلامه.
          (وَسَكَنَ) وهو منقولٌ عن عكرمة. وعن ابن عبَّاس ☻ أيضًا: سجى: ذهب، وعن الحسن: جاء، وعنه: استقرَّ وسكنَ. وروى الطَّبري من طريق قتادة في قوله {إِذَا سَجَى} قال: إذا سكنَ بالخلق، وقال: أولى الأقوال قول من قال: سكنَ، يُقال: بحر ساجٍ إذا كان ساكنًا.
          ({عَائِلًا} ذُو عِيَالٍ) أشار به إلى قوله تعالى {وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى} [الضحى:8] وفسَّر العائل بقوله: «ذو عيالٍ» هو قول أبي عبيدة، وقال الفرَّاء: معناه فقيرًا.
          وقد وجد في مصحف عبد الله بن مسعود ☺ (عديماً)، والمراد أنَّه أغناهُ بما أرضاه لا بكثرة المال. وقال الثَّعلبي: فأغناكَ بمال خديجة ♦ ثمَّ بالغنائم. /
          وقال مقاتل: رضاك بما أعطاك من الرِّزق. وعن ابن عطاء: وجدك فقير النَّفس فأغنى قلبك.