نجاح القاري لصحيح البخاري

المجادلة

          ░░░58▒▒▒ (الْمُجَادَلَةُ): ويروى: <سورة المجادلة>، كذا وقع في رواية النَّسفي وأبي نُعيم والإسماعيلي، وسقط في رواية غيرهم، وقد تقدَّم ما يتعلَّق بها [في سورة الحديد والمجادلة] (وَقَالَ مُجَاهِدٌ) وقد سقط قوله: <وقال مجاهد> لأبي ذر القسطلاني ({يُحَادُّونَ}: يُشَاقُّونَ) أشار به إلى قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [المجادلة:5] الآية، وفسَّره بقوله: «يُشاقون» أي: يشاقون الله، ويعادون، وصله الفريابيُّ من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد. وقال عبد الرَّزَّاق: عن معمر عن قتادة في قوله: {يُحَادُّونَ اللَّهَ} قال: يعادون الله ورسوله.
          ({كُبِتُوا}: أُخْزِيُوا) أشار به إلى قوله تعالى: {كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} [المجادلة:5] / وفسَّر: {كُبِتُوا} بقوله: «أُخزيوا»، من الخزي، كذا في رواية أبي ذرٍّ. وفي نسخة: <أُخزوا> بضم الزاي وهو القياس، وفي نسخة زيادة قوله: <من الخزي>، وفي رواية النَّسفي: <أُحْزِنوا> بالمهملة والنون، وكذا في رواية أبي الوقت وابن عساكر.
          وفي رواية ابن أبي حاتم من طريق سعيد عن قتادة: خزوا كما خُزي الذين من قبلهم، ومن طريق مقاتل بن حيَّان: ((أخزوا)). وقال أبو عبيدة: ({كبتوا}) أهلكوا، وقيل: أذلوا، وقيل: أغيظوا، وأصل التاء فيه دال يقال: كبد إذا أصابه وجع في كبده، ثمَّ أبدل تاء لقربهما في المخرج.
          ({اسْتَحْوَذَ}: غَلَبَ) أشار به إلى قوله تعالى: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ} [المجادلة:19] وفسَّره بقوله: «غلب»، وهو قول أبي عبيدة، وهو أحدُ ما جاء على الأصل من غير إعلالٍ. وحُكي عن قراءة عمر ☺: استحاذَ بوزن استقامَ، وهو على القاعدة، والمعنى غلبهم واستولى عليهم.
          تنبيه: لم يذكر في تفسير سورة الحديد حديثًا مرفوعًا، ويدخلُ فيه حديث ابن مسعود ☺: لم يكن بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية إلا أربع سنين، أخرجه مسلم من طريق عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن أبيه عن عمِّه، وكذا سورة المجادلة لم يُخرِّج فيها حديثًا مرفوعًا، ويدخل فيها حديث التي ظاهر منها زوجها، وقد أخرجه النَّسائي، وأورد منه البخاري طرفًا في كتاب «التوحيد» معلقًا [خ¦97/9-10920].