نجاح القاري لصحيح البخاري

{اليوم أكملت لكم دينكم}

          ░2▒ (باب قَوْلِهِ تَعَالَى: {الْيَوْمَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}) وسقط لفظ: <باب> في غير رواية أبي ذرٍّ. قال المفسِّرون: هذه أكبر نعم الله ╡ على هذه الأمَّة حيث أكمل لهم دينهم، فلا يحتاجون إلى دينٍ غيره، ولا إلى نبيٍّ غير نبيِّهم، ولهذا جعله الله خاتم النَّبيين، وبعثه إلى الإنس والجنِّ، فلا حلال إلَّا ما أحله الله، ولا حرام إلَّا ما حرمه، ولا دين إلَّا ما شرعه، وكلُّ شيءٍ أخبر به فهو حقٌّ وصدقٌ لا ريب فيه ولا كذب ولا خلف.
          قال عليُّ بن أبي طلحة: عن ابن عبَّاس ☻ : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} وهو الإسلام، والمراد باليوم يوم عرفة. وقال أسباط عن السُّدِّي: نزلت هذه الآية يوم عرفة فلم ينزل بعدها حلالٌ ولا حرامٌ، ورجعَ رسول الله صلعم ومات. وقال ابنُ جريج وغير واحدٍ: مات رسول الله صلعم بعد يوم عرفة بأحد وثمانين يومًا، رواه ابنُ جرير.
          (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ) ☻ (مَخْمَصَةٌ: مَجَاعَةٌ) لم يثبت هذا هنا إلَّا في غير رواية أبي ذرٍّ، وقد سبقَ عند قوله: «وقال غيره: الإغراء التَّسليط»، أنَّ المناسبة تقتضي أن تذكر هذه اللَّفظة قبل قوله: «وقال ابن عبَّاس»، فلينظر فيه، ثمَّ إنَّه أشار به إلى قوله تعالى: {فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ} [المائدة:3] وقد ذكر فيما قبل أيضًا أنَّه وصله ابن أبي حاتم عن ابن عبَّاس ☺.