نجاح القاري لصحيح البخاري

{والجروح قصاص}

          ░6▒ (باب قَوْلِهِ) تعالى: ({وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ}) وقد سقط لفظ: <باب> في رواية غير أبي ذرٍّ، وسقط لفظ: <قوله> في رواية الكُشميهني والحمويي، والمعنى: والجروح ذات قصاصٍ فيما يمكن أن يقتصَّ منه مثل الشَّفتين والذَّكر واليدين وما أشبه ذلك، وما عدا ذلك من كسر عظمٍ أو جراحةٍ في البطن ممَّا يخاف منها التَّلف ففيه أرشٌ وحكومة عدلٍ.
          وهذا تعميمٌ بعد تخصيص؛ لأنَّ الله تعالى ذكر النَّفس والعين والأنف والأذن، فخصَّ الأربعة بالذِّكر ثمَّ قال: {وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ} على سبيل العموم، والقصاص من قصِّ الأثر؛ أي: اتَّبعه، فكان المجنيُّ عليه يقصُّ أثره ويتبع ليقتل.