نجاح القاري لصحيح البخاري

كتاب الوتر

          ░░14▒▒ (أَبْوَابُ الْوِتْرِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) وفي رواية: <بسم الله الرحمن الرحيم باب ما جاء في الوتر>، وفي بعض النسخ: <كتاب الوتر>، وفي رواية: سقطت البسملة.
          والمناسبة بين أبواب الوتر وأبواب العيدين: كون كلِّ واحد من صلاة الوتر والعيد واجبة ثبت وجوبها بالسنة.
          ويجوز في الوتر: كسر الواو وفتحها، وقرئ قوله تعالى: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} [الفجر:3] بهما. وقال يونس في كتاب «اللغات»: وترتُ الصلاة مثل أوترتها.
          ثمَّ إنَّه قد اختُلِف في الوتر، فقال أبو حنيفة ☼ بوجوبها؛ لقوله صلعم : ((إنَّ الله زادكم صلاةً ألا وهي الوتر))، والزَّائد لا يكون إلَّا من جنس المزيد عليه فيكون واجباً، لكن لم يكفر جاحده؛ لأنَّه ثبت بخبر الواحد، ولقوله صلعم : ((الوتر حقٌّ على كل مسلم)).
          وقالت الشافعيَّة وأكثر العلماء: إنها سنة مؤكدةٌ لقوله تعالى: {وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة:238]، ولو وجبت لم يكن للصلوات: وسطى.
          وقوله صلعم لمعاذ لمـَّا بعثه إلى اليمن: ((فأعلمهم أنَّ الله افترض عليهم خمس صلوات في كلِّ يومٍ وليلة)) [خ¦1395].
          ويجاب عن الأوَّل وكذا عن الثاني: بأنَّ المراد هي الصلوات المفروضة اعتقاداً وعملاً وسيجيء تمام الكلام فيه إن شاء الله تعالى [خ¦1395].