نجاح القاري لصحيح البخاري

{ويل لكل همزة}

          ░░░104▒▒▒ (سُوْرَةُ {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ}) كذا في رواية أبي ذرٍّ، وفي نسخة: <سورة الهمزة> وهي مكيَّة، وهي مائة وثلاثون حرفًا، وثلاث وثلاثون كلمة، وتسع آيات. والهمزة: الكثير الهمز، وكذا اللُّمزة: الكثير اللَّمز. وأخرج سعيد بن منصورٍ من حديث ابن عبَّاس ☻ : أنَّه سُئل عن الهمزة قال: المشَّاء بالنَّميمة، المفرِّق بين الإخوان. وعن قتادة: الهمزة: الَّذي يأكلُ لحوم النَّاس ويغتابهم، واللُّمزة: الطَّعان. وقيل: الهمزة الَّذي يعيبك في الغيب، واللُّمزة الَّذي يعيبك في الوجه، وهو في معنى سابقه.
          (╖) ثبتت البسملة في رواية أبي ذرٍّ كالسُّورة ({الْحُطَمَةُ}: اسْمُ النَّارِ، مِثْلُ: سَقَرَ. وَلَظَى) أشار به إلى قوله تعالى: {كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ} [الهمزة:4] وفسَّرها بقوله: «اسم النَّار مثل: سقر ولظى»، وقيل: اسمٌ للدَّركة الثانية منها.
          وسُمِّيت حطمة؛ لأنَّها تحطِّم العظام وتكسرها، والمعنى: أنَّها للهُمزة اللُّمزة الَّذي يأكلُ لحوم النَّاس، ويكسرُ من أعراضهم، فهي تأكلُ لحوم النَّاس، / وتكسرُ عظامهم جزاءً وفاقًا.