نجاح القاري لصحيح البخاري

الحشر

          ░░░59▒▒▒ (سُوْرَةُ الْحَشْرِ) سقط لفظ: <سورة> في رواية غير أبي ذرٍّ، وهي مدنية، وهي ألف وتسعمائة وثلاثة وعشرون حرفًا، وأربعمائة وخمس وأربعون كلمة، وأربع وعشرون آية، وسُمِّيت سورة الحشر لقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} [الحشر:2] يعني: أن الله تعالى هو الذي أخرجَ الذين كفروا من بني النَّضير التي كانت بيثرب.
          وعن ابنِ إسحاق: كان جلاءُ بني النَّضير مرجع النَّبي صلعم من أحد، وكان فتح قريظة عند مَرجعه من الأحزاب، وبينهما سنتان. وإنما قال: {لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} لأنهم أوَّل من حشروا من أهل الكتاب، ونفوا من الحجاز، وكان حشرهُم إلى الشام. وعن مرَّة الهمداني: كان هذا أوَّل الحشر من المدينة، والحشرُ الثاني من خيبر، وجميع جزيرة العرب إلى أذرعات وأريحا / من الشام في أيَّام عمر بن الخطَّاب ☺.
          وعن قتادة: كان هذا أوَّل الحشر، والحشر الثَّاني نار تحشرهُم من المشرق إلى المغرب تبيت معهم حيث باتوا، وتقيل معهم حيث قالوا، وتأكل منهم من تخلَّف.
          (╖) لم تثبت البسملة إلا في رواية أبي ذرٍّ ({الْجَلاَءَ} الإِخْرَاجُ مِنْ أَرْضٍ إِلَى أَرْضٍ) أشار به إلى قوله تعالى: {وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا} [الحشر:3] الآية، وفسَّر الجلاء بما فسَّره، وهو قول قتادة أخرجه ابنُ أبي حاتم من طريق سعيد، عنه.
          وقال أبو عبيدة: يُقال: الجلاءُ والإجلاء، جلَّاه أخرجه، وأجليته أخرجته. والتَّحقيق أنَّ الجلاء أخص من الإخراج؛ لأنَّ الجلاءَ كان مع الأهل والمال، والإخراجُ أعمُّ منه. وقد سقط في رواية أبي ذرٍّ لفظ: <الإخراج>.