نجاح القاري لصحيح البخاري

أبواب تقصير الصلاة

          (╖) وفي رواية سقطت البسملة.
          ░░18▒▒ (أَبْوَابُ التَّقْصِير) وفي رواية: <أبواب تقصير الصَّلاة>، وفي بعض النسخ: <كتاب التَّقصير> يقال: قَصَرتُ الصَّلاة _بالتخفيف_ قَصْراً، وقَصَّرتها _بالتشديد_ تَقْصِيراً وأَقْصَرتها إقصاراً، والأوَّل أشهر في الاستعمال، وهو / لغةُ القرآن، والمراد به: تخفيف الرباعيَّة إلى ركعتين، ونقل ابن المنذر وغيره الإجماع على أنْ لا تقصير في الصُّبح ولا في المغرب.
          وقال النَّووي: ذهب الجمهورُ إلى أنَّه يجوز القصر في كلِّ سفرٍ مباح، وذهب بعض السَّلف إلى أنَّه يشترط في القصر الخوف في السَّفر، وبعضهم خصَّه بسفر حجٍّ أو عمرة أو جهادٍ، وبعضهم اشترط كونه سفر طاعة.
          وعن إمامنا الأعظم والثَّوري: في كلِّ سفر سواء كان سفر طاعة أو معصيَّة، والحاصل فيه مع ما سيأتي إن شاء الله تعالى قوله تعالى: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ} [النساء:101] الآية.
          وقال ابن أميَّة: قلت لعمر ☺: قال الله تعالى: {إِنْ خِفْتُمْ} [النساء:101] وقد أمِنَ النَّاس فقال: عجبتُ ممَّا عجبتَ منه، فسألتُ رسول الله صلعم فقال: ((صدقةٌ تصدَّق الله بها عليكُم فاقبلوا صدقتَه)). رواه مسلم.