نجاح القاري لصحيح البخاري

كتاب الرقاق

           (╖) كذا وقع تقديم البسملة على الكتاب في «اليونينيَّة»، وكذا في «فتح الباري» وفي بعض الأصول قبيل الشُّروع في تخريج الحديث.
           ░░81▒▒ (كِتَابُ الرِّقَاقِ) بكسر الراء وبالقافين بينهما ألف، جمع: رقيقٍ، وهو الَّذي فيه رقَّةٌ، وهي الرَّحمة ضدُّ الغلظة.
          قال الكرماني: أي: كتاب الكلمات المرقِّقة للقلوب. قال أهل اللُّغة: الرِّقة: الرَّحمة، وضدُّها: الغلظ، ويقال للكثير الحياء: رقَّ وجهه؛ أي: استحياءً. وقال الرَّاغب: متى كانت الرِّقَّة في جسمٍ فضدُّها الصَّفاقة، كثوب صفيق، وثوبٍ رقيق، ومتى كانت في نفسٍ فضدها القسوة كرقيقِ القلبِ وقاسيه.
          وقال مغلطايُّ: عبَّر جماعةٌ من العلماء في كتبهم بالرَّقائق منهم ابن المبارك، والنَّسائي في «الكبرى».
          وقال الحافظ العسقلانيُّ: ورأيته كذلك في نسخةٍ معتمدةٍ من رواية النَّسفي عن البخاري، والمعنى واحدٌ، وسمِّيت هذه الأحاديث بذلك؛ لأنَّ في كلٍّ منها ما يُحْدِث في القلب رقَّة لما فيها من الوعظ والتَّنبيه.
          -(الصِّحَّةُ وَالفَرَاغُ وَلَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الآخِرَةِ) كذا في رواية أبي ذرٍّ عن السرخسيِّ، وفي رواية عن المستملي والكُشميهنيِّ سقط لفظ: «الصِّحة والفراغ»، وكذا في رواية النَّسفي، وكذا في وراية الإسماعيلي لكن قال: «وأن لا عيش»، وكذا في رواية أبي الوقت لكن قال: <بابٌ لا عيشَ>، وفي رواية كريمة عن الكُشميهني: <ما جاء في الرِّقاق وأن لا عيش إلَّا عيش الآخرة>.
          وهذه التَّرجمة مذكورةٌ في حديثين من أحاديث الباب على ما سيجيء إن شاء الله تعالى.