نجاح القاري لصحيح البخاري

{ص}

          ░░░38▒▒▒ (سُورَةُ {ص}) وقد سقط لفظ: <سورة>، في بعض الرِّوايات، وهي مكيَّة بلا خلاف نزلت بعد سورة الانشقاق وقبل الأعراف، وهي ثلاثةُ آلاف وسبعة وتسعون حرفًا، وسبعمائة واثنتان وثلاثون كلمة، وخمس وثمانون آية، واختلف في معناه فعن ابن عبَّاس ☻ : بحرٌ يُحيي الله به الموتى بين النَّفختين. وعن الضَّحاك: {ص} صدق الله تعالى، وعن مجاهد: فاتحة السُّورة، وعن قتادة: اسم من أسماء القرآن، وعن السُّدي: من أسماء الله تعالى، وعن محمَّد القرظي: هو مفتاح أسماء الله تعالى، وصانع المصنوعات وصادقُ الوعد.
          وعن أبي سليمان الدِّمشقي: اسم حيَّة رأسها تحت العرش وذنبها تحت الأرض السُّفلى، قال: وأظنُّه عن عكرمة، وقيل: هو / من المصاداة، وهي المعارضة، ومنه الصَّدى، فإنَّه يعارض الصَّوت الأوَّل من قولك: صاد فلانًا، وهو أمر من ذلك، فمعناه: صَادِ بعملك القرآن؛ أي: عارضْه لتنظر أين عملك، فمن أوَّل هكذا يقرأ صاد _بكسر الدال_ لأنه أمر، وكذلك روي عن الحسن، وقراءة عامَّة قراء الأمصار بسكون الدال إلَّا عبد الله بن إسحاق وعيسى بن عمر فإنَّهما يكسرانه.