حاشية على مختصر ابن أبي جمرة

حديث: أن رسول الله طرقه وفاطمة بنت رسول الله ليلة...

          289- قولُه: (وَفَاطِمَةَ) [خ¦7465] بالنَّصْبِ عَطْفاً على الضَّمير المنْصوب في (طَرَقَهُ).
          قولهُ: (لَيْلَةً) أي: أتى النَّبيّ صلعم لعَليٍّ وفاطمةَ في ليلَةٍ.
          قوْله: (فَقَالَ لَهُمْ) أي: لعليٍّ وفاطمةَ ومَن عِنْدهُما.
          وقَولُه: (ألَا) بالتَّخفيف.
          قوله: (إنَّ(1) أَنْفُسَنَا) أي: إنَّ(2) ذواتنا.
          وقوله: (بِيَدِ الله) أي: قُدْرتِه.
          قوله: (أنْ يَبْعَثَنَا) أي: يُوقظنا للصَّلاة (بَعَثَنَا)، أي: أيقَظَنا.
          وقوله: (فَانْصَرَفَ) أي: مُدبراً.
          قوله: (وَلَم يَرْجِعْ) بفَتْح أوَّلِه، وكسر ثالثِه، مِن رَجَعَ المتعدِّي، قالَ الله: {فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ} [التوبة:83].
          وقوْله: (إلَيَّ) بتشديد الياءِ، أي: لم يجبْني بشيءٍ.
          قوله: (يَضْرِبُ فَخِذَهُ) جُملةٌ حاليَّةٌ، أي: في حالِ كونه يَضْرِب فخِذَه مُتعجِّباً مِن سُرعة جوابِه.
          قال العُلماءُ: / كان الأَولى لسيِّدِنا عليٍّ الامتثالَ وتركَ هذا الجواب، ولم يقُل لَّه المُصطفى: أنتَ لكَ اختيارٌ وكسبٌ، ولم يحثَّه على ترك الاستغراق في النَّوْم لمكارِم الأخلاق.
          والأليقُ بمقام سيِّدِنا عليٍّ أنَّه أجابَ المُصطفى(3) بهذا الجواب، لأنَّه كان جُنُباً، فاسْتحيا أن يقول: أنا جُنبٌ، خُصوصاً وفاطمةُ بِنْتُه صلعم تحْتَه.
          ويحتمل أنْ يكونَ عليٌّ امتثلَ ذلك؛ إذْ ليس في القصَّة تصريحٌ بأنَّ عليّاً امتنعَ، وإنَّما أجابَ عليٌّ بما ذكر اعتِذاراً عن تركِه القيام لغَلَبة النَّوْم، ولا يمتنع أنَّه صلَّى عَقِب هذه المُراجَعة.
          قوله: {أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} [الكهف:54] نَصْبٌ على التَّمْييز.
          يَعْني: إنَّ جَدَلَ الإنسانِ أكثرُ من جَدَلِ كُلِّ شيءٍ، وقراءةُ الآية إشارةٌ إلى أنَّ الشَّخْصَ يجبُ عليه مُتابعةُ أحْكام الشَّريعة، لا مُلاحظة الحقيقة؛ ولذا جعلَ جوابه مِن بابِ الجَدَلِ.
          وهذا الحديثُ ذَكَره البخاريُّ في باب: في المشيئة والإرادة.


[1] كذا في الأصل، وفي «م»: إنما.
[2] كذا في الأصل، وليست في «م».
[3] كذا في الأصل، وليست في «م».