حاشية على مختصر ابن أبي جمرة

حديث: ما من مسلم غرس غرسًا فأكل منه إنسان

          240- قوله: (فَأَكَلَ) [خ¦6012] بلفظِ الماضِي ﻛ (غَرَسَ).
          ولأبي ذَرٍّ، عنِ الكُشْميهَنيِّ: «يَأْكُلُ»، بلفظِ المُضارِعِ.
          قولُه: (أَوْ دَابَّةٌ) عَطْفُ الدَّابَّةِ على الإنسانِ من عَطْفِ العامِّ على الخاصِّ إنْ كانَ المُرادُ بها ما دَبَّ على وَجْه الأرضِ.
          وإنْ كان المُرادُ بها الدَّابَّةَ في العُرْفِ، وهي ذَوات الأربع، فهُو من عَطْفِ المُغاير.
          قوله: (إلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ) أي: إلَّا كان للغارِس بسبب الغَرْسِ صَدَقةٌ.
          وفي رِوايةٍ حذف (بِهِ).
          وفي الحديث مَدْحٌ لعمارة الأرضِ.
          فإن قلتَ: قد وردَ في بَعْض الأحاديثِ ذَمُّها، منها خَبَر(1): «الدُّنيا قَنْطَرةٌ فاعْبُرُوها، ولا تُعَمِّرُوْها»!؟
          فالجوابُ: إنَّ الذَّمَّ الوارِدَ مَحْمُولٌ على مَن اطْمأَنَّ إليها ورَضِيَها حقّاً له، والمَدْحَ باعتبارِ تَناول قَدْرِ الحاجةِ منْها وإنفاقِ الزَّائدِ في أُمور الخيْر.
          وهذا الحديثُ ذكرَه البُخَاريُّ في البابِ السَّابق.


[1] أورده المناوي في فيض القدير 3/468.