حاشية على مختصر ابن أبي جمرة

حديث: لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة عيسي

          186- قولُه: (في المَهْدِ) [خ¦3436] هو ما يُمَهَّدُ للصَّبيِّ ويُهيَّأ لَه ليُربَّى فيْه منَ الفِراشِ.
          قوْله: (إلَّا ثَلَاثَةٌ).
          استُشكلَ الحصْر بما رُوي من كلام غيرِ الثَّلَاثَةِ.
          وأُجيْبَ باحْتمالِ أنَّ المعنى: لم يتكلَّم مِن بَني إسْرائيلَ.
          أو أنَّه قال ذلك قبلَ أنْ يعلمَ الزِّيادة على ذلك، وفيه بُعْد.
          ويحتمل أنْ يكون كلامُ الثَّلاثةِ المذكُورين بقيد المهْدِ، وكلامُ غيرهم من الأطْفال بغير مَهْدٍ، لكن يعكّر عليه أنَّ في رِوايةِ ابنِ قُتيْبةَ أنَّ الصَّبِيَّ الذي طُرحت أُمُّه في الأُخدود كان ابنَ سبعة أشْهُرٍ، وصرح بالمهْدِ في حديْث أبي هُريرةَ ╩.
          واعلمْ أنَّ جُمْلةَ مَن تكَلَّم في المَهْد أحد عَشَر:
          الثَّلاثةُ المذْكُورونَ في الحديث.
          والرَّابع: النَّبيُّ صلعم، فَفي «سِيَر الواقِديِّ» أنَّ النَّبيَّ صلعم تكلَّم في أوائل ما وُلِدَ(1).
          والخامس: يحيى بنُ زكريَّا ╨، فَفي تَفْسيْر الضَّحَّاكِ، أنَّ يحيى تكلَّمَ في المَهْدِ؛ أخْرجَه الثَّعْلبيُّ(2).
          والسَّادسُ: الخليلُ ╕، كما ذكَره البَغَويُّ في «تفسِيْره».
          والسَّابعُ: مَرْيَمُ عليْها الصَّلاةُ والسَّلامُ، كما قَصَّها اللهُ في كِتابِه العَزيز.
          والثَّامن: شاهِدُ يُوسفَ، كما في حديْث ابنِ عبَّاسٍ عِنْد أحمدَ[2822] والبزَّارِ[5067] وابنِ حِبَّانَ(3) والحاكمِ[3835].
          وفي حديثِ أبي هُريرةَ[4161] الذي خرَّجَه الحاكمُ.
          وفي حديثِ عِمْرانَ بنِ حُصينٍ، لكنَّه مَوْقُوفٌ.
          وفي مُرْسَلِ هِلَالِ بنِ يَسَافٍ الذي رَواهُ ابنُ أبي شَيْبةَ[32534].
          واختلفَ فيْه:
          فقِيل: كانَ صَغيْراً.
          وقيلَ: كانَ ذا لحيةٍ، وكان حكيماً مِن أهلِها، أي: امْرأة العَزيز.
          والتَّاسعُ: صاحبُ الأُخْدود.
          وذلك فَفي «صَحيحِ مُسْلمٍ»[73/3005] منْ حديْث صُهيْبٍ في قِصَّة أصحابِ الأُخدودِ(4) أنَّ امْرأةً جِيءَ بها لتُلْقى في النَّارِ أو لتكْفُر، ومعَها صَبِيٌّ مُرْضِعٌ، فتقاعَسَتْ، فقالَ لَها: «يا أُمَّاهُ اصْبِري، فإنَّكِ على الحقِّ».
          والعاشرُ: الذي قالَ لأُمِّه _وهي ماشِطَة بِنْتِ فِرْعَون، لمَّا أرادَ فِرْعُونُ إلْقاءَ أُمِّه في النَّارِ_: «اصْبِرِي يا أُمَّهْ؛ فإنَّكِ على الحقِّ»، كما رَواهُ أَحمدُ[2822] والبزَّارُ[5067] وابنُ حِبَّانَ[2903_2904] والحاكمُ مِن حديْث[3835] ابنِ عبَّاسٍ.
          والحادِي عشر: مُبارَكُ اليَمامةِ.
          فعَن مُعَيقبٍ اليمانيِّ أنَّه قال: حججْتُ حِجَّة الوَدَاعِ، فدخلْتُ داراً فيها رسُول الله صلعم، فجيءَ لَه / بغُلامٍ فقال: «يَا غُلَام مَنْ أنا؟»، قال: أنتَ رَسُولُ الله، قال: «صَدَقْتَ، بارَكَ اللهُ فِيْكَ»، ثمَّ إنَّ الغُلامَ لم يتكَلَّم بعْدُ حتَّى شبَّ، وكنَّا نُسمِّيه: مُبارك اليمَامةِ.
          رَواهُ البَيْهقيُّ(5) مِنْ حديْث مُعَرِّضٍ، بالضَّادِ المُعْجَمةِ.
          وقد نظمهم السُّيُوطيُّ فقال:
تكلَّم في المَهْدِ النَّبِيُّ محمَّدٌ                     ويحيى وعِيْسى والخليْل ومَرْيم
ومُبرى جُريْجٍ ثمَّ شاهد يوسف                     وطفلٌ لدى الأخدود يرويه مُسلم
وطفل عليه مُرَّ بالأَمَة التي                     يقال لها تزني ولا تتكلَّم
وماشِطةٌ في عَهْد فِرْعُون طفلها                     وفي زَمن الهادي المبارك يختم
          زادَ بعْضُهم:
وزِدْ لهم نُوْحاً ويوسف بعده                     ويتلوهُم مُوسى الكَليْم المُعظَّم
          قوله: (عِيْسَى) هو أوَّلُ الثَّلاثة، وكلامُه ما حكاهُ اللهُ عنْه في قولِه: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ...} [مريم:30] الآيةَ.
          قوله: (جُرَيْجٌ) بجيمَين مُصغَّراً.
          وفي حديثِ أبي سَلَمَةَ [م 9601]: «أنَّه كان رجُلٌ في بَني إسْرائيل تاجِراً، وكان يَنْقُصُ مرَّةً ويزيدُ أُخرى فقال: ما في هذه التِّجارةِ خَيْرٌ، لألتمسنَّ تجارةً هي خيرٌ مِن هذه، فبنى صَوْمَعةً وترهَّبَ فيها، وكان يقالُ له: جُرَيْجٌ...»، فذكر الحديثَ.
          ودلَّ ذلك على أنَّه كان بَعْد عِيْسى ابنِ مَرْيَم ◙، وأنَّه كان من أتْباعِه؛ لأنَّهم الذين ابتدَعوا التَّرهُّب وحبسَ النَّفْسِ في الصَّوامع.
          [الصَّوَامِعُ](6) جمعُ صَوْمَعَةٍ، وهيَ بفَتْحِ المُهْملة، وسُكُونِ الواوِ، وهي البِناءُ المُرْتَفِعُ المحدَوْدَبُ أعْلاهُ، ووزْنُها فَوْعَلَةٌ، مِنْ صَوْمَعَتْ(7) إذا دُقِّقَتْ؛ لأنَّها دقيقةُ الرَّأْسِ.
          وعِنْد أحمدَ[8982]: «وكانتْ أُمُّه تأْتيه فتُنادِيه، فيُشْرِفُ عليها، فتُكَلِّمُه».
          قولُه: (جَاءَتْهُ أُمُّهُ) وفي رِوايةِ الكُشْميهَنيِّ: «فَجَاءَتْهُ أُمُّهُ» بالفاءِ(8).
          وفي رِوايةِ أبي رافِعٍ [م 8982]: «كانَ جُرَيجٌ يتَعبَّدُ في صَوْمَعَتِه، فأَتتْه أُمُّه».
          وفي حدِيث عِمْرانَ بنِ حُصَيْنٍ(9): «وكانتْ أُمُّه تأْتِيْهِ، فتُنادِيْه، فيُشْرِفُ عَلَيها فيُكلِّمُها، فأَتتْهُ يَوْماً وهُو في صَلاتِه».
          وفي رِوايةِ أَبي رافِع عنْدَ أحْمدَ: «فأَتتْه أُمُّه ذات يَوْمٍ فقالَتْ: أيْ جُريْجُ، أَشْرِفْ عليَّ(10) أُكلِّمْكَ، أنا أُمُّكَ».
          قالَ الحافِظُ(11): ولم أقِفْ في شيءٍ منَ الطُّرُقِ على اسمِها.
          قوله: (فَدَعَتْهُ) أي: نادَتْه بقَولها: يا جُريْج.
          وقولُه: (فَقَالَ) أيْ: في نفْسِه.
          وقوله: (أُجِيْبُهَا) أي: وأقْطعُ صَلاتي.
          وقوله: (أَوْ أُصَلِّي) أي: أستمرُّ في صلاتي!
          فآثرَ الصَّلاةَ بعد ذلك على إجابتها، كما رواهُ البُخاريُّ في المظالم [خ¦2482] بلفظ: «فَأَبى أنْ يُجيبَها».
          ومعنى قولِه «أُمِّي وَصَلَاتِي»، اجْتمَعَ عليَّ إجابة أُمِّي وإتمامُ صَلاتي، فوفِّقْني لأفضَلِهما.
          وفي رِواية أبي رافِعٍ: «فصادَفَتْه يُصلِّي، فوضعَتْ يَدَها على حاجِبِها فقالتْ: يا جُريْج! فقالَ: يا رَبّ أُمِّي وصلاتي، فاخْتارَ صلاتَه، فرجعَتْ، ثمَّ أَتتْه فصادَفَتْه يُصلِّي فقالَت: يا جُرَيج أنا أُمُّكَ فكَلِّمْني! فقالَ مثله، ثمَّ وقَعَ ذلك مرَّةً ثالثةً».
          وفي حَدِيث عِمْرانَ بنِ حُصَينٍ أنَّها جاءتْه ثلاثَ مَرَّاتٍ تُناديه في كُلِّ مَرَّةٍ ثلاث مرَّاتٍ، وكلُّ ذلك محمولٌ على أنَّه قالَه في نَفْسِه كما تقدَّم.
          ويحتملُ أنْ يكونَ نطقَ به؛ لأنَّ الكلامَ كان مُباحاً عندهم في الصَّلاة، كما كان كذلك في صَدْرِ الإسلام.
          وفي / حديثِ يَزِيدَ بنِ حَوْشبٍ(12)، عَن أَبِيه، أنَّ النَّبيَّ صلعم قال: «لَوْ كانَ جُرَيجٌ عالماً لَعَلِمَ أنَّ إجابةَ أُمِّه أَولى مِنْ صلاتِه».
          قولُه: (فَقَالَتِ: اللَّهُمَّ لا تُمِتْهُ حَتَّى تُرِيَهُ وُجُوْهَ المُوْمِسَاتِ).
          في رِوايةِ الأَعْرَجِ(13): «حَتَّى يَنْظُرَ وُجُوْهَ المَيَامِيْسِ» [خ¦1206].
          ومِثلُه في رِواية أبي سَلَمةَ.
          وفي رِواية أبي رَافعٍ: «حَتَّى تُرِيَهُ المُوْمِسَةَ»، بالإفْرادِ.
          وفي حدِيث عِمْرانَ بنِ حُصَينٍ: «فَغَضِبَتْ فَقَالَتِ: اللَّهمَّ لا يَمُوتَنَّ جُرَيجٌ حَتَّى يَنْظُرَ في وُجُوهِ المُوْمِسَاتِ».
          و(المُوْمِسَات) جمْعُ مُوْمِسَةٍ، بضمِّ الميْم، وسُكُونِ الواوِ، وكَسْر الميْمِ، بعْدَها مُهْمَلَةٌ، وهي الزَّانيةُ، ويُجمع على مَوَامِيْسَ.
          وجُمع في الطَّريقِ المذْكُور بالتَّحْتانيَّة، وأنكَره ابنُ الخشَّابِ أيضاً، ووجَّهَه غيرُهُ، وجوَّزَ صاحبُ «المَطالِع»[6/214] فيه الهمْزة بَدَلَ الياءِ، بلْ أثبتَها رِوايةً.
          ولم تدع عليه بوقوع الفاحشةِ _مثَلاً_ رِفقاً به، فالمقصودُ من الدُّعاءِ عليه بالرُّؤية الدُّعاءُ عليه برميه بالزِّنا.
          قولُه: (فَتَعَرَضَّتْ لَهُ امْرَأَةٌ...) إلى آخرِه.
          في رِواية وَهْبِ بنِ جَريْرِ بنِ حازِمٍ، عَن أَبِيه، عِنْد أَحمدَ[8057]: «فذَكَر بَنو إسْرائيلَ عِبادَةَ جُريْجٍ فقالتْ بَغِيٌّ منْهُم: لَئِنْ شِئتُم لأُفْتِننَّه، قالُوا: شِئْنا، فأَتتْه فتَعرَّضَتْ لَه، فلَم يلْتفِتْ إلَيها، فأمْكَنَتْ نَفْسَها مِن راعٍ كانَ يَرْعى غَنَمَه إلى أصْلِ صَوْمَعةِ جُرَيْجٍ».
          قال الحافظُ ابنُ حجَرٍ[الفتح 6/481]: ولم أقفْ على هذه المرأةِ، لكن في حدِيث عِمْرَانَ بنِ حُصيْنٍ أنَّها كانتْ بِنْتَ مَلِكِ القَرْيةِ.
          وفي رِوايةِ الأعْرَجِ: «وكانَتْ تأْوِي إلى صَوْمَعَتِه راعِيَةٌ تَرْعى الغَنَمَ»، ونحوُه في رِوايةِ أبي رافِعٍ عِنْدَ أَحْمدَ.
          وفي رِواية أبي سَلَمَةَ: «وكانَ عِنْد صَوْمَعَتِه رَاعِي ضَأْنٍ وَرَاعِيةُ مَعْزٍ».
          ويمكنُ الجمْعُ بينَ هذه الرِّواياتِ، بأنَّها خرَجتْ مِن دارِ أبيْها بغير عِلْمِ أهلِها مُتنكِّرةً، وكانتْ تعملُ الفَسادَ إلى أنِ ادَّعت أنَّها تستطيع أنْ تَفْتنَ جُرَيْجاً، فاحْتالتْ بأنْ خرَجَتْ في صُورةِ راعِيةٍ، ليمكنها أنْ تأْوِي إلى ظِلِّ صَوْمَعَتِه، لتتوَصَّل بذلك إلى فِتْنتِه.
          قوْله: (فَكَلَّمَتْهُ) بالفاءِ.
          وفي رِوايةٍ: «وَكَلَّمَتْهُ»، بالواوِ بدَلَ الفاءِ، أي: طلَبَت منْه الوِقَاعَ.
          قوله: (فَأَبَى) أي: امتنعَ مِن وِقَاعِها.
          قوله: (فَأَمْكَنَتْهُ مِنْ نَفْسِهَا) في العبارةِ حَذْفٌ بعْدَ ذلك وقبلَ قولِه: (فَوَلَدَتْ)، والتَّقدِيرُ: فَواقَعَها فحملتْ منْه فَوَلَدَتْ.
          قوله: (فَقَالَتْ: مِنْ جُرَيْجٍ) فيه حذفٌ تقْديرُه: فَسُئِلت ممَّن هذا؟ فقالت: مِن جُريْج.
          وفي رِوايةِ أبي رافِعٍ التَّصْريحُ بذلك، ولفْظُه: «فَقِيْلَ لَها: ممَّن هذا؟! فقالَتْ: هُو مِن صاحِبِ الدَّارِ».
          وفي رِوايةِ أحمدَ: «فأُخذِتَ وكانَ مَنْ زَنَا مِنْهم قُتِلَ، فَقيْلَ لَها: ممَّن هذا؟! قالتْ: هُو مِن(14) صاحِبِ الصَّوْمَعةِ».
          زادَ الأَعرجُ: «نَزَلَ إلَيَّ مِنْ صَوْمَعَتِه».
          وفي رِوايةٍ الأَعْرجِ: «فَقيْلَ: مَن صاحِبُكِ؟ قالتْ: جُريْجٌ الرَّاهِبُ، نَزَلَ إلَيَّ فأَصابَني»، زادَ أبو سلَمةَ في رِوايَتِه: «فذَهَبُوا إلى المَلِك فأخْبَرُوه، فقالَ: أدْرِكُوه فأتُوْني بِه».
          قوله: (فَكَسَرُوا) بالفاءِ.
          ولأبي ذرٍّ: «وَكَسَرُوا»، بالواوِ، وكان / الكَسْرُ بالفُؤُوسِ والمَسَاحِي.
          وفي رِواية أبي رافعٍ: «فأقْبَلُوا بفُؤُوسِهم ومَسَاحِيْهِم إلى الدَّيْرِ فَنادَوْهُ، فلَم يُكلِّمْهُم، فأقْبلُوا يَهْدِمُونَ دَيْرَه».
          وفي حديْث عِمْرانَ: «فَما شَعَرَ حَتَّى سَمِعَ بالفُؤُوسِ في أصْلِ صَوْمَعَتِه، فَجَعَلَ يَسْألْهُم: وَيْلَكُم، ما لكُمْ! فلَم يُجِيْبُوه، فلمَّا رأى ذلك أَخَذَ الحبْلَ فتَدَلَّى».
          قوله: (وَسَبُّوْهُ) زادَ أحمدُ، عَنْ وَهْبِ بنِ جَرِيرٍ: «وَضَرَبُوْهُ، فقالَ: ما شأنُكُم! فقالوا: إنَّكَ أَنْتَ زَنَيْتَ بهذِه».
          وعِنْد أَحْمدَ، مِن طرِيق أبي رافِعٍ: «أنَّهم جَعَلُوا في عُنُقِه وعُنُقِها حَبْلاً، وجَعَلُوا يَطُوفُونَ بِهما على النَّاسِ».
          وفي رِواية أبي سلَمةَ: «فقالَ لَه الملِكُ: وَيْحَكَ يا جُرَيجُ، كنَّا نراكَ خَيْرَ النَّاسِ، فأحْبَلْتَ هذه، اذْهَبوا بِه فاصْلُبُوْهُ».
          وفي حديثِ عِمْرانَ: «فجَعَلُوا يَضْرِبُوْنه ويقُولُونَ: مُرَائي، تُخادِعُ النَّاسَ بعَمَلِكَ».
          وفي الأعْرجِ: «فلمَّا مَرُّوا بِه نَحْوَ بَيْتِ الزَّوَانِي، خَرَجْنَ يَنْظُرْنَ، فَتَبسَّمَ، فقالُوا: لِمَ تَضْحَك حِيْنَ مَرَرْتَ بالزَّوَانِي».
          قوله: (فَتَوَضَّأَ) بالفاءِ.
          ولأبي ذَرٍّ: «وَتَوَضَّأَ»، بالواوِ.
          فيه إشارةٌ إلى أنَّ الوُضوءَ لا يختص بهذه الأُمَّة خِلافاً لمن نقَلَ ذلك، نعَمْ؛ الذي تختصُّ به الغُرَّةُ والتَّحْجيْلُ.
          قوله: (فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى) في رِواية وَهْبِ بنِ جَرِيرٍ: «فَقَامَ وَصَلَّى وَدَعَا».
          وفي حديْث عِمْرانَ: «قال: فَتوَلُّوا عَنِّي، فَتوَلَّوا عنْه، فَصَلَّى رَكْعتَيْن».
          قوله: (ثُمَّ أَتَى الغُلَامَ فَقَالَ: مَنْ أَبُوْكَ يا غُلَامُ؟ فَقَالَ: الرَّاعِي) زادَ في رِواية وَهْبِ بنِ جَرِيرٍ: «فطَعَنَه بأُصْبَعِه فقال: بالله يا غُلام مَن أبوكَ؟ قالَ: أنا ابنُ الرَّاعِي».
          وفي مُرسَلِ الحسَنِ(15) في «البِرِّ والصِّلَة» أنَّه سألَهم أنْ يُنْظِرُوْه، فأنْظَرُوهُ، فَرأَى في المَنامِ مَن يأمُرُه أنْ يَطْعَنَ في بَطْنِ المرأةِ فيقُول: يا أيَّتها السَّخْلَة، مَن أَبوكِ؟
          ففعلَ، فقالَ: راعِي الغَنَم.
          وفي رِوايةِ أبي رافِعٍ: «ثُمَّ مَسَحَ رأْسَ الصَّبِيِّ فقالَ: مَنْ أَبوكَ؟ قال: رَاعِي الضَّأْنِ»، وفي رِوايتِه عِنْد أحمدَ: «فَوَضَعَ أُصْبُعَهُ على بَطْنِها».
          وفي رِواية أبي سلَمةَ: «فَأُتيَ بالمَرأَةِ والصَّبِيِّ وفَمُه في ثَدْيِها، فقالَ لَه جُريْجٌ: يا غُلامُ مَنْ أَبوكَ؟ فنَزَعَ الغُلامُ فاهُ منَ الثَّدْي وقال: أَبِي راعِي الضَّأْنِ».
          وفي رِواية الأعْرجِ: «فلمَّا أُدْخِلَ على مَلِكِهم قالَ جُريْجٌ: أينَ الصَّبِيُّ الذي وَلَدَتْهُ؟ فأُتِيَ به فقالَ لَه: مَنْ أَبوكَ؟ فقالَ: فُلانٌ، سمَّى أَباهُ».
          وفي حديثِ عِمْرانَ: «ثُمَّ انْتهى إلى شَجَرةٍ، فأخَذَ مِنْها غُصْناً، ثُمَّ أَتى الغُلامَ وهُو في مَهْدِه فَضَرَبَه بذلك الغُصْن، فقالَ: مَنْ أبوْكَ».
          ووقع في «التَّنْبِيه»(16) لأبي اللَّيْث السَّمَرْقَنْديِّ بغَير إسنادٍ أنَّه: «قال للمَرأَةِ: أين أصبْتُكِ؟ قالتْ: تحتَ شَجَرةٍ، فأتى تلْك الشَّجَرة فقال: يا شَجَرةُ، أسألُكِ بالذي خَلَقَكِ: مَنْ زَنى بهذه المرأَة؟ فقالَ كُلُّ غُصْنٍ منْها: راعِي الغَنَمِ».
          ويُجمعُ بين هذا الاخْتلاف بوُقُوع جميعِ ما ذُكر، بأنَّه مَسَحَ رَأْسَ الصَّبِيِّ، ووَضَع أُصْبعَه على بَطْنِ أُمِّه، وطعَنَه بأُصْبُعِه، وضَرَبَه بَطَرفِ العَصَا التي كانتْ معَه.
          قوله: (فَقَالَ: الرَّاعِي) ولغَير أبي ذَرٍّ بحذفِ الفاءِ، ولم يُسمَّ الرَّاعي.
          وفي هذه إثباتُ كراماتِ الأوْلياءِ، ووُقوع ذلك منهم باختيارِهم وطَلَبِهم.
          قوله: (قَالُوا: نَبْنِي لَكَ) أي: أَنبْني لكَ؟ فهُو على حذْف أداةِ الاستفهامِ.
          زادَ في رِواية وَهْبِ بنِ جريرٍ قبل هذا: «فَوَثَبُوا إلى جُرَيْجٍ فَجَعَلُوا يُقبِّلُوْنَه». /
          وزادَ الأعْرجُ في رِوايتِه: «فأَبْرأَ اللهُ جُرَيْجاً، وأَعْظَمَ النَّاسُ أَمْرَ جُرَيْجٍ».
          وفي رواية أبي سلمة: «فَسَبَّحَ النَّاسُ وعَجِبُوا».
          قوله: (قَالُوا: نَبْنِي لَكَ صَوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَبٍ؟ قَالَ: لا، إلَّا مِنْ طِيْنٍ).
          وفي رِواية وَهْبِ بنِ جَريرٍ: «ابْنُوها مِنْ طِيْنٍ كَما كانَتْ».
          وفي رِواية أَبي رافِعٍ: «فَقَالُوا: نَبْنِي ما هَدَمْناهُ مِنْ دَيْرِكَ بالذَّهَبِ والفِضَّةِ، قالَ: لا، قالوا: مِن فِضَّة، قال: لا، إلَّا مِنْ طِيْنٍ».
          زادَ في رِوايةِ أبي سلَمةَ: «فَرَدُّوْها، فرَجَعَ في صَوْمَعَتِه فقالُوا لَه: بالله لِمَ ضَحِكْتَ؟ قال: ما ضحِكْتُ إلَّا مِنْ دَعْوَةٍ دَعَتْها عليَّ أُمِّي».
          وفي الحديث تقديمُ إجابةِ الأُمِّ على صلاة التَّطوُّع؛ لأنَّ الاستِمرارَ فيها نافِلةٌ، وإجابةَ الأُمِّ وبِرَّها واجِبٌ.
          قال النَّوويُّ(17): إنَّما دعَتْ عَلَيه فأُجيبتْ لأنَّه كان يمكنه أن يخفِّف ويُجيبها، لكن لعلَّه خَشيَ أنْ تدعوهُ إلى مُفارَقَة صَوْمَعَتِه والعَوْدِ إلى الدُّنيا وتعلُّقاتِها.
          كذا قالَ النَّوَويُّ.
          وفيه نظرٌ، لما تقدَّم من أنَّها كانت تأتِيْه فيُكلِّمُها.
          والظَّاهرُ أنَّها كانتْ تشتاقُ إليه فتزوره، وتقنعُ برُؤيتِه وتكْليمِه، وكأنَّه إنَّما لم يخفِّف ثمَّ يجيبها لأنَّه خَشي أنَّه ينقطع خُشوعه.
          وفي حديثِ يَزِيدَ بنِ حَوْشَبٍ، عَن أَبِيه: أنَّ النَّبيَّ صلعم قال: «لو كانَ جُريجٌ فَقِيْهاً، لَعَلِمَ أنَّ إجابةَ أُمِّه أَوْلى مِنْ عِبادةِ رَبِّه».
          أخْرجَه الحسنُ بنُ سُفْيانَ.
          وهذا إذا حُملَ على إطْلاقِه استُفيدَ منْه جوازُ قَطْعِ الصَّلاة مُطْلقاً لإجابة نداءِ الأُمِّ نَفْلاً كانتْ أو فَرْضاً، وهو وَجْهٌ في مذْهَب الشَّافعيِّ رضي اللهُ عنه وأرضاه.
          حكاهُ الرُّوْيانيُّ.
          وقد قالَ النَّوويُّ تبعاً لغيره: هذا محمولٌ على أنَّه كان مُباحاً في شَرْعِهم.
          وفيه نظرٌ، والأصحُّ عِنْد الشَّافِعيَّة أنَّ الصَّلاةَ إنْ كانتْ نفْلاً وعلمَ بأذى الوالدةِ إنْ لم يُجبْها وجبتِ الإجابةُ؛ وإلَّا فلا.
          وإنْ كانتْ فَرْضاً وضاقَ الوَقْتُ لم تَجِبِ الإجابةُ، وإنْ لم يضق وجبتْ عِنْد إمامِ الحرَمَين، وخالفَه غيرُهُ لأنَّها تلزم بالشُّروع.
          وعِنْد المالكيَّة أنَّ إجابةَ الوالِد في النَّافلة أفضلُ منَ التَّمادي فيها.
          وحكى القاضي أبو الوَليدِ: أنَّ ذلك يختص بالأُمِّ دُون الأبِ، وعِنْد ابنِ أبي شَيْبةَ[8097] مِن مُرْسلِ محمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ ما يشهد لَه، وقالَ به مَكْحُولٌ.
          وقيل: إنَّه لم يقُلْ بهِ منَ السَّلَفِ غيرُهُ.
          وفي الحديث أيضاً عِظَمُ بِرِّ الوالدَيْن وإجابة دُعائهما، ولو كان الوَلَدُ معذوراً، لكن يختلف الحالُ في ذلك بحسَبِ المقاصدِ.
          وفيه الرِّفْق بالتَّابع إذا جرى منْه ما يقتضي التَّأديب؛ لأنَّ أُمَّ جُريْجٍ _مَع غضبِها منْه_ لم تدع عليه إلَّا بالنَّظَر في وُجوه المُوْمِساتِ، ولولا طلبُها الرِّفْق به لدعتْ عليه بوُقُوع الفاحِشة أوِ القَتْلِ.
          وفيه أنَّ صاحبَ الصِّدْقِ مع الله لا تضرّه الفِتَن.
          وفيه قوَّةُ يقينِ جُريجٍ المذكور، وصحَّةُ رَجائه؛ لأنَّه استنطقَ المولودَ مَع كَوْن العادة أنَّه لا ينطق، ولولا صحَّةُ رَجائه بنطقِه ما استنطقه.
          وفيه أنَّ الأمْرَيْن إذا تعارَضَا بُدئ بأهمِّهما، وأنَّ الله تعالى يجعل لأوليائه عِنْد ابتلائهم مخارِج، وإنَّما يتأخَّر ذلك عن بعضِهم في بعض الأوْقات تهْذيباً وزِيادةً لهم في الثَّواب.
          وفيه إثباتُ كراماتِ الأولياءِ، ووُقوع الكَرامةِ لهم باختيارهم وطَلَبِهم.
          وفيه جوازُ الأخْذ بالأشدِّ في العِبادة لمن عَلِمَ مِن نفْسِه قوَّةً على ذلك، واستدلَّ به بعضُهم على أنَّ بَني إسرائيلَ كان من شَرْعِهم أنَّ المرأةَ تُصدَّق فيما تَدَّعِيْه على الرِّجالِ منَ الوطءِ، ويلحق به الوَلَد، وأنَّه لا ينفعه جحدَ ذلك إلَّا بحُجَّةٍ تدفع قولَها.
          وفيه أنَّ مرتكبَ الفاحشةِ لا يبقى له حُرمةٌ، وأن المفزعَ في الأُمور المهمَّة / إلى الله يكون بالتَّوجُّه إليه في الصَّلاة.
          وفيه أنَّ الوضوءَ لا يختص بهذه الأُمَّة، خلافاً لمن زعمَ ذلك، وإنَّما الذي يختص بها الغُرَّة والتَّحْجيل في الآخِرة.
          قوله: (وَكَانَتِ امْرَأَةٌ) بالرَّفْعِ.
          قال الحافظُ(18): ولم أقِف على اسمِها، ولا على اسم ابنِها، ولا على اسم أحدٍ ممَّن ذُكر في القصَّة المذكورة.
          قوله: (إذْ مَرَّ بِهَا رَاكِبٌ) في رِوايةِ خِلَاسٍ، عَن أبي هُريرةَ عِنْد أحمدَ[9124]: «فارِسٌ مُسْتَنْكِرٌ(19) (20)».
          وقولُه: (ذُوْ شَارَةٍ) بالشِّين المفْتوحة، فألِفٌ، فَرَاءٌ مفتوحةٌ مخفَّفةٌ، فهاءُ تأنيثٍ، أي: صاحبُ جَيْشٍ.
          وقيل: صاحِبُ هَيْئةٍ ومَلْبسٍ حَسَنٍ يتعجَّب منْه ويُشارُ إليْهِ.
          وفي رِوايةِ خِلَاسٍ: «ذُوْ شَارَةٍ حَسَنةٍ».
          قوله: (فَقَالَتْ) أي: المرأةُ المُرضعةُ.
          وقولُه: (مِثْلَهُ) أي: في الهيئة الجميْلة.
          قوله: (وَأَقْبَلَ) بالواوِ.
          ولأبي ذَرٍّ بالفاءِ.
          قولُه: (يَمَصُّهُ) قالَ القَسْطلَّانيُّ(21): بفَتْح الميْم.
          وفي «المخْتار»: مَصَّ الشَّيْءَ يَمَصُّهُ _بالفَتْحِ_ مَصّاً. [انتهى](22).
          قوله: (قالَ أَبُوْ هُرَيْرَةَ) أي: الرَّاوي للحديْث: (كَأَنِّي أنْظُرُ...) إلى آخرِه.
          وفيه المُبالغةُ في إيْضاح الخبَر بمَثيْلِه بالفِعْلِ.
          قوله: (ثُمَّ مُرَّ) بضمِّ الميم، وتشديد الرَّاءِ، مَبنياً للمَجهول.
          قوله: (بِأَمَةٍ) زادَ أحمدُ، عَن وَهْبِ بنِ جَريرٍ: «تُضْرَبُ».
          وفي رِوايةِ الأعْرَجِ، عَن أبي هُريرةَ: «تُجَرَّرُ وَيُلْعَبُ بِها»، وهيَ بجيْمٍ مفْتوحةٍ، بعْدَها راءٌ ثَقيلةٌ، ثمَّ راءٌ أُخرى.
          قولُه: (فَقَالَ) ولأبي ذَرٍّ: «وَقَالَ».
          قولُه: (فَقَالَتْ) أي: الأُمُّ لابنِها.
          وقولُه: (وَلِمَ ذلِكَ) أي: ولمَ قلْتَ ذلك!
          ولأبي ذَرٍّ: «فقالَتْ لَهُ ذلِكَ»، أي: سألَتِ الأُمُّ ابنَها عن سببِ كلامِه.
          قوله: (قَالَ: الرَّاكِبُ جَبَّارٌ) في رِواية أَحمدَ: «فَقَالَ: يا أُمَّاهُ أمَّا الرَّاكِبُ ذُو شارَةٍ فجَبَّارٌ منَ الجبَابِرَة».
          وفي روَاية الأعْرجِ: «فَإنَّهُ كَافِرٌ».
          قوله: (يَقُوْلُوْنَ: سَرَقْتِ زَنَيْتِ) هو بكسرِ المثنَّاة فيهما، على أنه خِطابٌ للمُؤنَّثة، وبسُكونها على الخبَرِ.
          قوله: (وَلَم تَفْعَلْ) أي: والحالُ أنَّها لم تَفْعل شيئاً من الزِّنا والسَّرقةِ.
          وفي رِواية أحمدَ: «يَقُوْلُوْنَ: سَرَقَتْ ولم تَسْرِقْ، زَنتْ(23) ولم تَزْنِ، وهيَ تَقُولُ: حَسْبِيَ اللهُ».
          وفي روايةِ الأعْرجِ: «يَقُولُوْن لَها: تَزْنِي، وتَقُولُ: حَسْبِيَ اللهُ، ويقُوْلونَ لها: تَسْرِقُ، وتقوْلُ: حَسْبِيَ اللهُ».
          ووقعَ في رِواية خِلَاسٍ المذْكورة أنَّها كانت حَبَشِيَّةً أو زِنْجِيَّةً، وأنَّها ماتتْ فجرُّوها حتَّى ألْقوها؛ وهذا معْنى قولِه في رِوايةِ الأعْرجِ: (تُجرَّرُ).
          وفي الحديث أنَّ نفوسَ أهل الدُّنيا تقفُ مَع الخيالِ الظَّاهرِ فتعاف سوء الحال، بخلافِ أهلِ التَّحقيق فوقوفهم مع الحقيقة الباطنيَّة، فلا يُبالون بذلك مع حُسن السَّريرة، كما قال تعالى حكايةً عن أصحاب قارُونَ حيثُ خرجَ عليهم فقالوا: {يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ} [القصص:79]، {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ} [القصص:80].
          وفيه أنَّ البشرَ طُبِّعوا على إيثار الأولادِ على الأنفُس بالخير، كطلب المرأة الخير لابنِها ورفع الشَّرِّ عنْه ولم تذكُر نفسَها.
          وهذا الحديثُ ذكَره البخاريُّ في باب: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ} [مريم:16].


[1] كذا في الأصل، وفي «م»: ذكر.
[2] نقله عنه الحافظ في الفتح 6/480.
[3] عزاه إليه الحافظ في الفتح 6/480.
[4] قوله: «فَفي «صَحيحِ مُسْلمٍ»... قِصَّة أصحابِ الأُخدودِ» زيادة من الأصل وغيرها، وسقطت من «م». لكن لعلها قبل كلمة (وذلك) وذلك أن امرأة...
[5] دلائل النبوة 2301.
[6] ما بين الحاصرتَيْن منِّي.
[7] كذا في «ز1» مصحَّحة من هامشها، وفي الأصل و«م» وباقي النُّسخ: صمعت. والله أعلم.
[8] كذا في الأصل وغيرها، وسقطت من «م».
[9] الطبراني في الكبير 15268.
[10] كذا في الأصل وغيرها، وسقطت من «م».
[11] في الفتح 6/480.
[12] ذكره ابن حجر في الفتح 6/481.
[13] هو عبد الرَّحمن بن هُرْمُز المدنيُّ، ثقةٌ ثبْتٌ عالِمٌ، مات سنة سبع عشرة [ومئة]. «تقريب التَّهْذيب».
[14] قوله: «صاحب الدار. وفي رواية أحمد... قالت: هو من» زيادة من الأصل وغيرها، وسقطت من «م».
[15] كما في الفتح 6/482.
[16] كما في الفتح 6/482.
[17] شرح مسلم 16/105.
[18] الفتح 6/483.
[19] في أحمد: متكبر.
[20] كذا في الأصل و«م» وباقي النُّسخ، وفي «المسند»: متكبر.
[21] في الإرشاد 5/412.
[22] ما بين الحاصرتَين منِّي.
[23] كما هو السياق وكما هو في المسند [زنتْ ولم تزن، سرقتْ ولم تسرقْ].