حاشية على مختصر ابن أبي جمرة

حديث: مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام

          199- قوله: (مَثَلُ) [خ¦4937] بفَتحِ الميم، والثَّاءِ المثلَّثة، وهي زائدةٌ ليظهر المعنى.
          وقوله: (يَقْرَأُ) أي: القُرآن، فالمفعولُ محذوفٌ.
          قوله: (وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ) أي: ماهِرٌ فيْه، مُتْقنٌ لَه إتْقاناً جيِّداً، والجُملةُ حاليَّة، وصاحبُها ضميرُ (يَقْرَأُ).
          قَوله: (مَعَ السَّفَرَةِ) مُتعلِّقٌ بمَحذوف خَبَر (مَثَلُ) الواقِع مُبتدأ، و(السَّفَرَةِ) بفَتْح السِّيْن والفاءِ، جمعُ سافِرٍ، وهو الملَكُ الذي يكْتُب القُرآن منَ اللَّوْح المحْفُوظِ.
          أو الملَكُ الذي يكْتُبُ الأعْمالِ.
          والمعنى قارئ القُرآن الحافظُ يكونُ مُصاحباً للملائكةِ الكاتِبِين في الدُّنيا والآخِرة، لعِظَم قَدْرِه، فمَرتبتُه أعظمُ ممَّا بَعْدَه.
          والسِّفْرُ بكسرِ السِّين المهملة: الكِتابُ.
          قالَ في «المخْتارِ»: السَّفَرَةُ الكَتَبةُ، قالَ اللهُ تعالى: {بِأَيْدِي سَفَرَةٍ} [عبس:15].
          قالَ الأَخْفَشُ: واحِدُهُمْ سَافِرٌ، مِثْلُ كَافِرٍ وَكَفَرَةٍ، والسِّفْرُ _بِالكَسْرِ_: الكِتَابُ، والجمْعُ أَسْفَارٌ، قالَ اللهُ تعالى: {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} [الجمعة:5]. انتهى.
          قولُه: (وَهُوَ يَتَعَاهَدُهُ) جملةٌ حاليَّةٌ مِن فاعلِ (يَقْرَأُ)، أي: يقْرؤُه كلمةً بعد تأمُّله الكلمة التي بَعْدها لئلَّا يَغْلط.
          قوله: (وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيْدٌ) الجملةُ حاليَّةٌ _أيضاً_ مِنْ فاعِل (يَقْرأُ).
          ويحتملُ أن تكون من فاعلِ (يَتَعَاهَدُ)، فهي مُترادِفةٌ أوْ مُتداخِلَةٌ، أيْ: والحال أنَّ القُرآن عليه شديدٌ، أي: صَعْبٌ لعَدَم حِفْظِه لَه.
          وهذا الحديثُ ذكَره البخاريُّ في باب: فَضائل القُرآنِ(1).


[1] في باب سورة عبس من كتاب تفسير القرآن.