حاشية على مختصر ابن أبي جمرة

حديث: يا رسول الله أي مسجد وضع أول ؟ قال: المسجد الحرام

          185- قوله: (أَوَّلَ) [خ¦3425] بفَتْح اللَّام، غيرُ منْصَرِفٍ، وبضمِّها ضمَّةً بناء لقطعه عنِ الإضافةِ.
          قولُه: (قَالَ) أي: النَّبيُّ صلعم.
          قوله: (قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ(1)) أيْ: قالَ أَبو ذَرٍّ: (قُلْتُ: ثُمَّ أيُّ)، أيْ: ثُمَّ أيّ مسجدٍ وُضع بعد المسجِدِ الحرام.
          قوله: (قَالَ) أي: النَّبيُّ صلعم: (ثُمَّ المَسْجِدُ الأَقْصى)، وفي رِوايةٍ إسقاط (ثُمَّ).
          قوله: (قُلْتُ) أي: قالَ أبو ذَرٍّ: (قُلْتُ). /
          قولُه: (كَمْ بَيْنَهُمَا) أي: بينَ بنائهما.
          وقوله: (قَالَ) أي: النَّبيُّ صلعم: (أَرْبَعُوْنَ)، أي: من السِّنين.
          قوله: (ثُمَّ حَيْثُ...) إلى آخِرِه.
          أي: ثُمَّ قالَ المُصطفى ╕: «حَيْثُمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ فَصَلِّ»، أي: في أيِّ مَكانٍ أدركك وَقْتُها فصَلِّ، فَفيه إشارةٌ إلى أنَّ إيقاعَ الصَّلاةِ إذا حضرتْ لا يتوقَّف على المكان الأفْضلِ.
          قوله: (وَالأَرْضُ لَكَ مَسْجِدٌ) لا يختص السُّجود منْها بمَوضعٍ دُون آخَر.
          وفي حديْث عَمْرِو [م 7068] بنِ شُعَيْبٍ عَن أَبِيه، عنْ جَدِّه مَرْفُوعاً: «وكان مَنْ قَبْلِي إنَّما يُصلُّون في كَنائسِهِم».
          وهذا الحديثُ ذكَره البخارِيُّ في بابِ: قَوْل الله تعالى: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} [ص:30].


[1] قوله: «ثم أي» زيادة من الأصل، وسقطت من «م».