حاشية على مختصر ابن أبي جمرة

حديث: إذا طلع حاجب الشمس فدعوا الصلاة حتى تبرز

          168- قوله: (حَاجِبُ الشَّمْسِ) [خ¦3272] أي: طرفُها الأعلى مِن قرصِها(1).
          قولُه: (فَدَعُوا الصَّلَاةَ) أي: اتْرُكُوا الصَّلاةَ التي لا سبب لها متقدِّم.
          قوله: (حَتَّى تَبْرُزَ) أي: تظهر / الشَّمْس وترتفع قَدْر رُمْحٍ.
          قوله: (وَلَا تَحَيَّنُوا) بفتح التَّاءِ الفوقيَّة، والحاءِ المهملة، وتشديد الياءِ التَّحتيَّة، أصلُه: تَتَحَيَّنُوا بِتاءَيْن، فحُذفت إحداهُما تَخفيفاً، أي: لا تقصدوا بصلاتِكم طُلوع... إلى آخرِه.
          وهو لَفٌّ ونَشْرٌ مُرتَّبٌ.
          قولُه: (بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ) أي: جانِبَي رأْسِه.
          يقال: إنَّ الشَّيْطان ينتصب في مُحاذاة مطلعِ الشَّمْس، فإذا طلعتْ كانت بين قَرْنَيْه لتقع السَّجْدة له إذا سجدَ عَبَدَةُ الشَّمْسِ لها.
          ولأبي ذَرٍّ، عنِ الكُشْميهَنيِّ: «الشَّياطِيْن»، بالجمْع بدَلَ (الشَّيْطَانِ) المُفرد.
          قوله: (أوِ الشَّيْطَانِ) شكٌّ من الرَّاوي.
          قوله: (لا أَدْرِي أيَّ ذلِكَ قَالَ) هذا يقتضي أنَّ الشَّكَّ مِن ابنِ عُمر، والذي في البخاريِّ أنَّه من الرَّاوي عَن هِشامٍ، ولفظه: (لا أَدْرِي أيَّ ذلِكَ قالَ هِشَامٌ)، وهِشامٌ هذا قبل ابنِ عُمر في السَّنَدِ، ونصّ البخاريّ في السَّنَد:
          حَدَّثَنا محمَّدٌ، أنْبأَنا عَبْدَةُ، عن هِشام بنِ عُرْوةَ، عَن أَبِيه، عنِ ابنِ عُمَرَ. انتهى.
          وهذا الحديث ذَكره البخاريُّ في باب: صِفة إبْليْس وجُنودِه [خ¦3273].


[1] قوله: «قوله: (حَاجِبُ الشَّمْسِ) أي: طرفُها الأعلى مِن قرصِها» زيادة من الأصل وغيرها، وسقطت من «م».