حاشية على مختصر ابن أبي جمرة

حديث: ما خير رسول الله بين أمرين إلا أخذ أيسرهما

          194- قوله: (مَا خُيِّرَ) [خ¦3560] أيْ: خَيَّره أحدٌ مِن النَّاس، فالمُخَيِّر لَه واحدٌ من النَّاس لا الرَّبّ ╡.
          قوله: (بَيْنَ أَمْرَيْنِ) أيْ: مِن أُمُور الدُّنيا، فلا يشكل عليْه حينئذٍ قوله: (مَا لَم يَكُنْ إثْماً) بناءً على أنَّ المُخيِّر لَه هو اللهُ ╡؛ لأنَّ اللهَ لا يُخيِّره بينَ الإثْمِ وغَيْره.
          قولُه: (أَيْسَرَهُمَا) أي: أسْهَلَهُما.
          قوله: (مَا لَم يَكُنْ) أي: الأيْسرُ إثْما، أيْ: ذا إثْمٍ.
          أوْ بمعنى مُؤثمًا.
          أو يجعل الأيْسَر نَفْس الإثْم مُبالَغةً.
          فَفيه الأوْجُه الثَّلاثة التي في: زَيْد عدل.
          قولهُ: (كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ) أي: كان أشدَّ بُعْداً من الوُقُوع فيْه.
          وفي بعضٍ زِيادةٌ، وهيَ: «ما انْتَقَمَ رسولُ الله صلعم لنَفْسِه إلَّا أنْ تُنْتَهَكَ حُرْمةُ الله، فيَنْتَقِمُ لَه بها»، أي: للهِ، بسببِ انْتهاكِ الحُرْمة، فكانَ إذا رأى حُرْمةَ الله انتُهكتْ غضِبَ وانتقمَ لأجْلِ الله تعالى.
          و هذا الحديثُ ذَكَره البخاريُّ في باب: تخْيِير النَّبيِّ صلعم بين أُمور الدُّنيا(1).


[1] باب صفة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.