حاشية على مختصر ابن أبي جمرة

حديث: أحب الصيام إلى الله صيام داود

          184- قولُه: (النَّبِيُّ) [خ¦3420] وفي نُسخةٍ: «رَسُوْلُ الله».
          قوله: (أَحَبُّ الصِّيَامِ).
          (أَحَبُّ) بمَعْنى المحْبُوب، وهو قليلٌ، إذْ غالبُ أَفْعل التَّفْضيلِ أنْ يكونَ بمعنى الفاعلِ، والمرادُ بالمحبَّة هُنا الإثابةُ عَلَيه كثيراً.
          قوله: (وَيَنَامُ سُدُسَهُ) أي: الأخيْر، ليَسْتَريح مِن نَصَب القِيامِ في بقيَّة اللَّيل؛ لأنَّ النَّومَ بعدَ القِيامِ يُريح البَدَنَ ويُذهب ضَرَرَ السَّهَرِ.
          وإنَّما كان المذْكورُ من الصِّيام والقيامِ أَحَبَّ إلى الله تعالى؛ لما فيه من الأخْذ بالرِّفْق على النُّفُوسِ التي يُخشى منها السَّآمة، التي هي سبَبٌ لتَرْك العِبادةِ، واللهُ تعالى يحبُّ أنْ يديمَ فضله ويوالي إحْسانه(1).
          وهذا الحديثُ ذكرَه البُخاريُّ في باب: «أَحَبُّ الصَّلاةِ إلى الله تعالى صلاةُ داوُدَ، وأَحَبُّ الصِّيامِ إلى الله تعالى صِيامُ دَاوُدَ».


[1] الكلام بتمامه في «شرح صحيح البُخاري» لابن بطَّال ░3/ 123 – رشد▒.