حاشية على مختصر ابن أبي جمرة

حديث أبي هريرة: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله

          142- قولُه: (أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ) [خ¦2946]: أي: أمَرَني اللهُ بأنْ أُقاتل، / أي: بالمقاتلة.
          قولُه: (النَّاسَ): هُو من العامِّ الذي أُريد به الخاصُّ، فالمرادُ ﺑ (النَّاس) المشْرِكون.
          قوله: (حَتَّى يَقُوْلُوا: لا إله إلَّا اللهُ) أي: إلى أن يقُولوا: لا إله إلَّا الله، أي: كلمة الشَّهادة؛ لأنَّ هذه الكلمة _أعْني: لا إله إلَّا الله_ عَلَمٌ عليْها.
          وكلمة الشَّهادة: أشْهدُ أن لا إله إلَّا الله وأَشهَدُ أنَّ محمَّداً رسول الله، لا خُصوص الشَّهادة بالوحدانيَّة.
          وفي رواية مُسلمٍ [36/22]: «حَتَّى يَشْهَدُوا أنْ لا إله إلَّا الله وأنَّ محمَّداً رسولُ الله»، وزاد في حديث ابن عُمر عِنْد البُخاريِّ في كتاب الإيمان [خ¦25]: «إقَامَةِ الصَّلَاةِ، وإيْتاءِ الزَّكَاةِ».
          قوله: (فَقَدْ عَصَمَ) أي: حفظَ.
          قوله: (إلَّا بِحَقِّهِ) أي: الإسلام، من قتْلِ النَّفْسِ المحرَّمة، والزِّنا بَعْد الإحْصانِ، والارْتدادِ عنِ الدِّيْن.
          قوله: (وَحِسَابُهُ على الله) أي: فيما يُسِرُّه من الكُفر والمعاصي، يعني: إنَّا نحكم عَلَيه بالإسلام، ونؤاخذه بحُقوقه بحسب ما يقتضيه ظاهرُ حالِه.
          وهذا الحدِيثُ ذَكَره البُخاريُّ في باب: دُعاء النَّبيِّ صلعم إلى الإسلام.