حاشية على مختصر ابن أبي جمرة

حديث: بينما رجل يجر إزاره من الخيلاء خسف به

          193- قولُه: (بَيْنَما) [خ¦3485] بالميْم.
          وقوْله: (رَجُلٌ) رَوى مسلمٌ[50/2088]: «ممَّن كانَ قَبْلَكُم».
          قيل: هو قارُونُ، كما ذكَرَه أبو بكْرٍ الكَلَابَاذِيُّ في «مَعاني الأخْبار»، وكَذا هو في «صِحاح»(1) الجوْهَريِّ.
          وقوله: (يَجُرُّ إزَارَهُ) صِفةٌ ﻟ (رَجُلٌ).
          وقولُه: (مِنَ الخُيَلَاءِ) أي: مِنْ أجْل الخيَلَاءِ والتَّكبُّر، مُتعلِّق ﺑ (يَجُرُّ).
          وقوله: (خُسِفَ) بضمِّ الخاءِ المُعْجَمةِ، وكَسْر المُهْملةِ، جَوابُ (بَيْنَما).
          يقال: خَسَفَ اللهُ بِه الأَرْضَ، مِنْ بابِ ضَرَبَ، أي: غَابَ بِه فِيْهَا، ومِنْه قولُه تَعالى: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ} [القصص:81]. [انتهى](2).
          قَوله: (يَتَجَلْجَلُ) بجِيْمَين، / بينَهُما لامٌ ساكِنةٌ وآخِرُه أُخرى، أي: يَسِيْخُ مَع اضْطِرابٍ شديدٍ وتَدافُعٍ مِن شقٍّ إلى شقٍّ، يقال: تَجلْجَلَ في الأَرْضِ: سَاخَ فيْها وَدَخَلَ.
          وفي الحديث(3): «إنَّ قارُوْنَ خَرَجَ على قَوْمِه يَتَبخْتَرُ في حُلَّةٍ، فأَمَرَ اللهُ الأَرْضَ فأَخَذَتْهُ، فهُو يَتَجلْجَلُ فيْها إلى يَوْمِ القِيامَةِ».
          و هذا الحديثُ ذكَره البخاريُّ في الباب السَّابق.


[1] كذا قال ابن حجر في المقدمة 298.
[2] ما بين الحاصرتَيْن منِّي.
[3] عزاه صاحب الكنز للجوهري في الصحاح ░14713▒ ولم أجده فيه، وجدته في مختار الصحاح .