حاشية على مختصر ابن أبي جمرة

حديث: من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد

          182- قَوله: (مِئة مَرَّةٍ) [خ¦3293].
          قال القاضي عِيَاضٌ(1): ذِكْر هذا العددِ من المئة دَليلٌ على أنَّها غايةُ الثَّوابِ المذْكُورِ.
          وظاهرُ إطْلاق الحديْث يقتضي أنَّ الأجْرَ يحصلُ لمنْ قالَ هذا التَّهليل في اليوم مُتوالياً أو مُتفرِّقاً في مَجْلسٍ أو مَجالسٍ، في أوَّل النَّهارِ أو في آخِرِه.
          لكن الأفضل أنْ يأتيَ به مُتوالياً في أوَّل النَّهار، ليكون له حِرْزاً في جميع نَهارِه؛ وكذا في أوَّلِ اللَّيلِ، ليكون لَه حِرْزاً في جميْع لَيْلِه.
          قوله: (كَانَتْ) ولأَبي ذَرٍّ، عنِ الكُشْميهَنيِّ: «كَانَ»، أي: القَوْلُ المذكورُ.
          قوله: (عَدْلَ) بفَتْح العَين المُهملة، أي: مِثْلُ (عَشْرِ رِقَابٍ)، وفيه مُضافانِ مَحذُوفانِ، أيْ: مِثْلُ ثَوابِ إعْتاقِ (عَشْرِ رِقَابٍ).
          وعِبارة «المخْتار»: قالَ الأَخْفَشُ: العِدْلُ _بالكَسْرِ_: المِثْلُ، والعَدْلُ _بالفَتْحِ_ أَصْلُهُ مَصْدَرٌ، كَقَولِكَ: عَدَلْتُ بهذا عَدْلاً حَسَناً، تَجْعَلُهُ(2) اسْماً للمِثْلِ؛ لِتَفْرُقَ بَيْنَهُ وبَيْنَ عِدْلِ المَتَاعِ.
          وقالَ الفَرَّاءُ(3): العَدْلُ _بِالفَتْحِ_: ما عَادَلَ الشَّيْءَ مِنْ غَيْرِ جِنْسِهِ، والعِدْلُ _بِالكَسْرِ_: المِثْلُ، تَقُولُ: عِنْدِي عِدْلُ غُلَامِكَ وعِدْلُ شاتِكَ، إذا كانَ غُلاماً(4) يَعْدِلُ غُلَاماً وَشَاةً(5) تَعْدِلُ شَاةً، فإنْ أَرَدْتَ قِيْمَتَهُ مِنْ غَيْرِ جِنْسِهِ فَتَحْتَ العَيْنَ.
          ورُبَّما كَسَرَها(6) بَعْضُ العَرَبِ، وكأنَّه غَلَطٌ مِنْهُمْ.
          قال: وأَجْمَعُوا على واحِدِ الأَعْدَالِ إنَّهُ عِدْلٌ بِالكَسْرِ. انتهى(7).
          قوله: (عَشْرِ) بسكُون الشِّين.
          وفي «اليُونينيَّة» بفتْحِها.
          قوله: (حِرْزاً) بكسرِ الحاءِ المهملة، أي: حِصْناً.
          قوله: (يَوْمَهُ) نصْبٌ على الظَّرْفيَّة.
          قوله: (إلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذلِك) يحتملُ أنْ يُراد الزِّيادة على هذا العدَد، فيكون لقائلِه الفَضْلُ بحسابه، لئلَّا يظن أنَّها من الحدود التي نهي عنِ اعتدائها وأنَّه لا فضل في الزِّيادة كما في ركعاتِ السُّنن المحدودة و أعداد الطَّهارة.
          ويحتملُ أنْ يزِيدَ أحدٌ عَمَلاً آخَرَ منَ الأعمالِ الصَّالحة.
          وهذا الحدِيْث ذكَره البخاريُّ في الباب السَّابِقِ.


[1] إكمال المعلم 8/191 في نسخة: أولاً دليل وفي نسخة: لا دليل.
[2] كذا في الأصل، وفي «م»: بجعله.
[3] معاني القرآن 1/320.
[4] كذا في الأصل، وفي «م»: غلامك.
[5] كذا في الأصل، وفي «م»: وشاتك.
[6] كذا في الأصل، وفي «م»: كسر.
[7] كذا في الأصل، وسقطت من «م».